امرأة يمنعها أهلها من ارتداء الحجاب

إن أهلها يمانعونها عن الحجاب، وتسأل لو تكرمتم شيخ عبد العزيز كيف تتصرف؟

الإجابة

الواجب عليها طاعة الله ورسوله، ولا يجوز لها طاعة أهلها فيما حرم الله؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: (إنما الطاعة في المعروف) . وقال عليه الصلاة والسلام: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) . والله يقول - سبحانه - في كتابه العظيم في شأن النساء: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. الحجاب طهارة لقلوب الجميع للذكور والإناث ، ومن أسباب السلامة من الفتنة. ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [(59) سورة الأحزاب]. والجلباب ما يلبس فوق الملابس العادية ويغطى به الوجه والرأس. ويقول سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ [(31) سورة النور]. الآية.. والوجه والشعر من الزينة، بل هو أعظم الزينة ، وهكذا الصدر ، وهكذا اليد والقدم ، ونحو ذلك ، فالمؤمنة تستر نفسها عن الرجال الأجانب ، ولو قال لها أهلها : اكشفي ، ولو قال لها زوجها : اكشفي ، لا تكشف لإخوانه ولا لأقاربه ، ولو قال : أبوها ذلك، أو عمها أو زوجها أو بنتها، أو غير ذلك ، طاعة الله مقدمة ، قالت عائشة - رضي الله عنها - فيما ثبت في الصحيحين عنها - رضي الله عنها - قالت لما قال أهل الإفك ما قالوا في غزوة الإفك، قالت: لما تأخرت في حاجتها وارتحل القوم وجاءت إلى المكان فلم تجدهم فاضطجعت تنتظر فإذا بصوت صفوان بن معطل لما رأى السواد قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فسمعت الصوت، قالت: فلما سمعت صوته خمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني، فقولها: فخمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب يبين أن الحجاب الذي شرعه الله لهن ونزل به القرآن من جملته تخمير الوجه، ولأن الوجه مجمل الزينة تعرف به المرأة جمالاً ودمامة ما تعرف لا بيدها ولا بقدمها يعرف حسنها وجمالها أو ضده بالوجه، والباقي تبع.