استخدام القرآن وسيلة للتسويق

السؤال: مما يلاحظ عند بعض محلات التسجيلات الإسلامية أنهم يضعون التلاوات القرآنية بأصوات مرتفعة يسمعها المارة من بعد، ولعل غرضهم جذب الزبائن، فهل فعلهم جائز؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن ما يفعله كثير من العاملين في التسجيلات الإسلامية من بث التلاوات القرآنية في محلاتهم بصوت مرتفع ولا أحد يستمع للقرآن ولكن بقصد الدعاية لمحلاتهم وجذب الناس للشراء من هذه التلاوات وغيرها؛ لاشك أن هذا امتهان للقرآن ينافي ما أمر الله به من الاستماع له إذا قرئ، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٢٠٤]، وهذا العمل من أصحاب التسجيلات فيه امتهان للقرآن من وجوه:

1- اتخاذ تلاوة القرآن وسيلة لكسب المال، والقرآن لم ينزل لهذا، وإنما أنزله الله ليتلى ويستمع له ويتدبر ويعمل به.
2- تلاوته في الأسواق وفيها اللغو والصخب وفعل بعض المنكرات.
3- تلاوته والناس مشغولون عنه بحاجاتهم فلا يستمعون إليه، ومن أراد شراء بعض التلاوات فاهتمامه بصوت القارئ واختيار الأحسن.

ومع ذلك ففي بث القرآن بصوت مرتفع إحراج للمتسوقين وأصحاب المحلات القريبة في الجملة، فإنهم يجدون حرجا في ترك الاستماع للقرآن لانشغالهم بالبيع والشراء.

فلما تقدم نقول: إن ما يقوم به أصحاب التسجيلات من جعل التلاوة وسيلة لجذب المشترين حرام؛ لما فيه من امتهان القرآن العظيم فاتقوا الله يا أصحاب التسجيلات الإسلامية ولا تجعلوا همكم زيادة الدخل ولو ببعض الوسائل المحرمة، والقليل من الربح الحلال خير من المكاسب المحرمة والمشتبهة، فعظموا كلام الله ونزهوه وصونوه عن الامتهان، أثابكم الله على ما تقومون به من نشر الخير، وبارك لكم في كسبكم، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد.
2010-05-13

المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك