حكم السحب من الصف الأول

هل يجوز السحب من الصف الأول وما بعد كمل، وهل علي إثم إذا سحبني أحد ولم أنسحب والرسول - صلى الله عليه وسلم -يقول: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ؟ نرجو تبيين الخلاف في ذلك وإعطائنا الرأي الراجح

الإجابة

لا ينبغي السحب من الصف الأول ولا غيره، بل الذي يأتي يلتمس فرجة فيدخل فيها فإن لم يجد صبر حتى يأتي أحد يصف معه، وإن تقدم إلى الإمام وصلى عن يمين الإمام فلا بأس، أما أنه يسحب من الصف الأول أو من الثاني أو من الثالث، لا، أما حديث إذا دخلت معهم أو.... رجلاً فهو حديث ضعيف، ولا يجوز التعويل عليه، ولأن السحب تصرف في الناس بغير حق فالحاصل أنه لا ينبغي السحب، ولا يلزم المسحوب أن ينسحب، بل إذا أحب أن يبقى في صفه، يبقى في صفه، وليس لأحدٍ أن يسحبه من صفه، ثم السحب من الصف يسبب خللاً في الصف، وفرجةً في الصف، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بسد الخلل ورص الصفوف، فالذي يدخل لا ينبغي له أن يسحب أحداً، بل يلتمس إن وجد فرجة دخل فيها وسد الصف، فإن لم يجد تقدم إلى الإمام وصلى عن يمين الإمام، فإن لم يتيسر ذلك فالمشروع له الصبر حتى يأتي أحد فيصفان جميعاً، فإن فرغت الصلاة ولم يأتِ أحد صلى وحده بعد ذلك، والحمد لله ولا حرج عليه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف)، فلا يجوز له أن يصلي وحده خلف الصف، ولكن يصبر حتى يجد من يقف معه، وقد ذهب بعض أهل العلم إذا ما وجد أحد يسوغ له أن يصلي وحده، ولكنه قول ضعيف مخالف لظاهر الأحاديث الصحيحة فلا وجه للتعويل عليه ولكن المؤمن يصبر لعله يجد أحداً يصف معه فإن وجد فرجة دخل فيها، إن تيسر له الوقوف مع الإمام وقف مع الإمام عن يمينه هذا هو المشروع فيما نعلم. أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا....