بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد أخبر الله - عز وجل - أن كل شيء يسبح بحمده، قال جل وعلا: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ - إن أي ما من شيء إلا يسبح بحمده - وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا [(44) سورة الإسراء]. هذا عام ، عام في جميع المخلوقات، والله الذي يعلم كيف تسبح، ويفقه ذلك ونحن لا نفقه ذلك، هو يعلم تسبيحها، شجر أو حجر، أو إناء، أو غير ذلك من حيوانات وغير الحيوانات: وإن من شيء إلا يسبح بحمده هذا من أعم الكلام، إن يعني ما من شيء إلا، نفي واستثناء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فالواجب الإيمان بذلك ، واعتقاد أنه حق، وإن كنا لا نعلم تسبيحها ولا نفقه ذلك.