توجيه للحجاج الذين يرفعون شعارات باسم التنديد بأعداء الإسلام وقد غيروا صورة الحج

إنهم ينددون بأعداء الإسلام، وقد غيروا صورة الحج في أذهان الناس، ماهو توجيهكم سماحة الشيخ حول هذه القضية؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

المشروع على الحجيج أن يشتغلوا بذكر الله وطاعة الله في أيام الحج، وفي وقت التلبيه يلبون، (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، وقت الإحرام إلى أن يبدأ في رمي الجمر يوم العيد، وفي العمرة إلى أن يبدأ في الطواف، أما قبل البدء بالطواف ........ العمرة فيلبي، وفي الحج كذلك يلبي من حين يحرم بالحج إلى أن يبدأ في رمي جمرة العقبة، ........ بالتكبير، وعليه مع هذا الإكثار من ذكر الله، ومن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما اتخاذ شعارت أخرى في زعمهم أنها مشروعة كالتنديد بالأمريكان أو باليهود أو بغيرهم من الناس شعارات يعلنونها فهذا لا وجه له ولا أساس ولا أصل لهذا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أمر في سنة تسع من الهجرة، أمر بإظهار البراءة من المشركين من أهل العهود، وأن تنبذ إليهم عهودهم سنة تسع، وأن يعلم الناس أن الواجب عليهم الدخول في الإسلام، وإلا فليس لهم الحج، لقوله –عز وجل-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا[التوبة: 28]، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نبذ إليهم عهودهم، الذين لهم عهود نبذ إليهم عهودهم المطلقة، والذين لهم عهد محدد نبذ إليهم عهدهم إلى مدته، يبقى إلى مدته ثم ينتهي، إلا أن يدخلوا في الإسلام، وبين لهم -صلى الله عليه وسلم- أنه ليس لهم دخول الحرم، وهم مشركون، كان هذا في عام تسع، بعث الصديق -رضي الله عنه- وجماعة معه من الصحابة، وبعث علي -رضي الله عنه- من أجل البراءة، عام تسع، حتى يعلم الناس أن الحج إنما هو خاص بالمسلمين، وحتى يعلموا أن الرسول بريء من عهودهم، فعليهم الدخول في الإسلام وترك ماهم عليه من الشرك، وإلا فليمنتعوا من الحج ولا يحجون وهم مشركون، وفي عام عشر لما حج حجة الوداع ترك هذه البراءة، ولم يعلن شيئاً من ذلك، إنما كان هذا في عام تسع حتى يعلم من له عهد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه على عهده إذا كان محدداً، وإن كان عهداً مطلقاً فإنه نبذ إليه حتى يستعد للدخول في الإسلام، أو يرى أنه عدو فيحارب ويجاهد. أما ما يتخذه الرافضة أتباع الخميني في أيام الحج من المسيرات وإعلان البراءة من أمريكا أو من اليهود هذا شيء من كيسهم، بدعة مالها أصل، هذه بدعة باطلة لا يجوز أن يعلنوها ويجب على الدولة منعهم من ذلك، يجب على الدولة وفقها الله أن تمنعهم من هذا الهراء من هذا الفساد؛ لأنه يشوش على الحجيج ويؤذي الحجيج، وربما افضى إلى فتنة كما وقع في العام الماضي يوم السادس من ذي الحجة، لما قاموا بمسيراتهم الصاخبة والخبيثة وإعلاناتهم اصطدموا مع الناس وصار بلاء عظيم، وشرٌ كثير، وقتل فئام من الناس، وجرح جمع غفير، كل هذا من أسباب باطلهم ومسيراتهم الباطلة. فالواجب على ولاة الأمور منعهم من ذلك ومنع غيرهم أيضاً، لو أراد غيرهم يمنع/ فمن جاء إلى الحج فليعمل بإعمال الحج،وليكن عليه الوقار والسكينة كما قال الله -جل وعلا-: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ[البقرة: 197]. الحج ليس محل رفث وهو الجماع للمرأة قبل الحِل، وهكذا القول السيء والفعل السيء يسمى رفث، وهكذا المعاصي كلها تسمى فسوق، وهكذا الجدال والمراء في الحج كله ممنوع، فالواجب على الحجيج أن يلتزموا بشرع الله في أرض الحرمين، وأن يستقيموا على دين الله، وأن يلزموا الواجب، ويحذروا مما حرم الله: من الرفث والفسوق والعصيان وسائر أنواع الشر، وهكذا إيذاء المؤمنين ........ أو بمسيرات تؤذيهم في طرقهم كل هذا يجب منعه منعاً باتاً، سواء كان من الرافضة أو من غير الرافضة.