مدة القصر للمسافر

السؤال: ما هي مدة القصر للمسافر؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيسن للمسافر أن يقصر الصلاة الرباعية وهي الظهر والعصر والعشاء ما دام في الطريق لم يصل بعد إلى وجهته التي يريد، وهو أفضل له من الإتمام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوها" (رواه مسلم)، ولأنه عليه الصلاة والسلام ما أتم الصلاة في سفر قط.

فإذا وصل إلى المكان الذي يريد وهو ينوي الإقامة أقل من أربعة أيام فيسن له أن يقصر كذلك؛ لحديث ابن الحضرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للمهاجر أن يقيم بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثاً ثم يصدر (أخرجه الطحاوي وابن ماجة وغيرهما).

قال القرطبي رحمه الله: "ومعلوم أن الهجرة إذا كانت مفروضة قبل الفتح كان المقام بمكة لا يجوز؛ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجر ثلاثة أيام لتقضية حوائجه وتهيئة أسبابه، ولم يحكم لها بحكم المقام ولا في حيز الإقامة، وأبقى عليه حكم المسافر، ومنعه من مقام الرابع، فحكم له بحكم الحاضر القاطن، وكان ذلك أصلاً معتمداً عليه".أ.ه.

والنبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في حجة الوداع صبح رابعة من ذي الحجة وخرج منها إلى منى صبح ثامنة، وكان يقصر الصلاة خلال تلك المدة، أما من نوى الإقامة أكثر من ذلك فإن الواجب عليه الإتمام بمجرد وصوله إلى البلد التي يريد، والعلم عند الله تعالى.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.