كيفية صلاة المريض

أنا مصاب بكسر في أسفل الظهر، وعن هذا نتج العجز الكلي؛ لأنه مضى على الإصابة حتى الآن ثلاثون عاماً، ومع كل سنة يزيد العجز، ومع هذا فأنا مصاب بأمراض نفسية. فإذا جلست مدة لا تتجاوز ربع ساعة يُخدر الجزء الأسفل ككل من ضمنها الأرجل، فلا أستطيع السير إلا بعكازين، وينتج مع هذا توتر في الأعصاب ونزول العرق بغزارة من الأرجل مما يزيد حالتي النفسية تعباً، ومع هذا فأنا لا أستطيع الصلاة أداءً مع الجماعة في المسجد فأصلي في البيت، مع العلم بأنني ساكن في قرية لا يوجد في البيت المقيم به سخان كهربائي للماء، فهل يجوز لي أن أتيمم والحال كما ذكرت لكم؟ أرجو أن تتفضلوا بتوجيهي وإرشادي، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فنسأل الله للسائل الشفاء والعافية من كل سوء، وأن يكفر عنا وعنه السيئات والحمد لله على كل حال، الله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[البقرة: 155-157]، وأنت يا أخي عليك أن تتقي الله ما استطعت، كما قال الله -عز وجل-: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، عليك أن تصلي بالماء وأن تصلي حسب طاقتك قائماً أو قاعداً إن ...... القيام ولو بعكازة، صليت قائماً، وإن لم تستطع ذلك صليت جالساً، وليس عليك الذهاب إلى المسجد إذا كنت تعجز عن ذلك، كما ذكرت في سؤالك. أما ما يتعلق بالماء، فالواجب الوضوء بالماء، فإذا عجزت عن ذلك لشدة البرد وعدم وجود ما تسخنه به، فهذا عذر شرعي، استعمال التيمم، ولكن من كان في القرية فهو لا يعجز في الحقيقة عن التسخين ولو بغير كهرباء، تسخن بالحطب بالفحم بغير ذلك، فأنت ما دمت في القرية فالواجب عليك أن تسخن الماء إذا شق عليك من جهة البرودة تسخن بطرق أخرى، بالنار التي تستعمل في الحطب والفحم وغير ذلك مما يوقد به النار، فليس لك عذر في التيمم مع وجود ما تسخن به الماء، أما لو كنت في صحراء في السفر ولم تستطع تسخين الماء فهذا عذر، من عجز عن الماء لبرودته في الشتاء فإنه يتيمم لكن أهل القرى والمدن في استطاعتهم تسخين الماء بأي وجه من الوجوه.