المحرم من مكة

ما كيفية الإحرام من مكة؟ وماذا يقول المحرمُ عند النية؟ وهل يعمل كما يعمل عند الإحرام من الميقات، وهل يحرم للحج من مكة أم من الحل خارج مكة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

المحرم من مكة أو من الحل الذي قرب مكة أو من الميقات كلٌ منهم يشرع له الغسل والتنظف والتطيب، ثم بعد ذلك يلبي بحجه أو عمرته، وإن كان هناك ما يستدعي قص شارب أو قلم ظفر فعل ذلك، إن كان له شارب طويل أو ظفر طويل استحب له أن يقص شاربه ويقلم أظفاره، ثم يلبي بقوله: "اللهم لبيك حجاً" إذا كان حجاً، أو "اللهم لبيك عمرة" بعد النية، بعدما ينوي بقلبه الدخول في الحج أو في العمرة ينوي بقلبه الدخول في الحج أو في العمرة ثم يلبي، ويقول: "اللهم لبيك عمرة" "اللهم لبيك حجاً" كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن إذا كان بالعمرة لا بد يخرج من مكة لا يلبي في مكة، إذا كان أراد العمرة وهو ساكن في مكة أو قد حل من عمرة سابقة في مكة، أو من حجٍ في مكة وأراد العمرة فإنه يخرج إلى الحل ولا يلبي في مكة يخرج إلى الحل للتنعيم الذي يسمى مسجد عائشة، أو إلى الجعرانة أو إلى عرفات أو غيرها من المواضع التي هي خارج الحرم، في الحل، فينوي الدخول في العمرة ثم يلبي؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة لما أرادت العمرة أن تخرج إلى التنعيم، إلى خارج الحرم، فذهب بها أخوها عبد الرحمن، وأحرمت من التنعيم وهو خارج الحرم، وهكذا الناس مثلها، من أراد أن يحرم بالعمرة فإنه يخرج من مكة إلى الحل فينوي بقلبه الدخول بالعمرة ثم يلبي، سواءٌ كان من أهلها أو ممن حل فيها من حجٍ أو عمرة ثم أراد عمرة، فإنه يخرج إلى الحل، أما الذي أتى من بلاده يريد العمرة أو يريد الحج فإنه لا بد يحرم من الميقات الذي يمر عليه، إن كان من طريق المدينة أحرم من ميقات المدينة، وإن كان من نجد أو الطائف أحرم من السيل من ميقات أهل نجد، إن كان من طريق اليمن أحرم من ميقات اليمن، إن كان من طريق المغرب أو مصر أو الشام أحرم من رابغ إذا كان من طريق الساحل أحرم من رابغ إذا وازاه، إن كان من العراق أحرم من ميقات العراق وهي ذات عرق، وهو ذات عرق ويسمى الضريبة، سواءٌ كان أتى لعمرة أو حج؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد وقت المواقيت للناس وقال: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة) ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: (ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة)، فمن كان دون المواقيت إذا أراد العمرة أو الحج يحرم من مكانه، أهل جدة من جدة، وأهل الشرايع من الشرايع، وأهل اللزيمة من اللزيمة، وأهل أم السلم من أم السلم وهكذا، كل إنسان دون المواقيت يحرم من مكانه للحج والعمرة، حتى أهل مكة إذا أرادوا الحج يحرموا من مكة، وهكذا من قدم مكة من غير أهلها قدمها للتجارة، أو لزيارة أقارب، أو لأغراض أخرى ما أراد حجاً ولا أراد عمرة ثم بدا له ليحج وقت الحج يحرم من مكة، والحمد لله. أما العمرة فإنه كما تقدم يخرج إلى الحل، إذا أراد العمرة وهو في مكة يخرج إلى الحل ويحرم من الحل كما تقدم من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرها لما أرادت العمرة أن تخرج إلى الحل فخرجت ومعها أخوها عبد الرحمن وأحرمت من التنعيم، والتنعيم خارج الحرم، ويسمى الآن يسميه الناس اليوم مسجد عائشة.