الإجابة:
أولا: ما ذكرته في سؤالك من وقوع خلاف في المسائل الفقهية ليس غريباً
فإن من سنة الله في الناس أنه جعلهم مختلفين في مداركهم وعقولهم وفي
إطلاعهم على الأدلة السمعية وإدراكهم لأسرار الكون وما أودعه الله فيه
من سننه فلا عجب أن يختلفوا في مسائل العلوم الشرعية والكونية عقلاً
وسمعاً، بل ذلك هو مقتضى الحكمة، واختلاف الخلق والمواهب فليس لك أن
تستنكر ذلك لكن المنكر أن يتكلم الإنسان بجهل أو اتباعاً للهوى أو
بمعصية لرأي من تقلد مذهبه، أما من نظر في الأدلة الكونية والسمعية
الاجتهادية بإنصاف مبتغياً الحق فهو محمود أصاب أم أخطأ فإن أصاب فله
أجران أجر عن اجتهاده وأجر عن إصابته الحق وإن أخطأ فهو معذور وله أجر
واحد عن اجتهاده.
ثانيا: ما ذكرته في سؤالك من كرامة المشي على الماء ليس في [المغني]
ولا من كلام ابن قدامة، وإنما هو من كلام من كتب ترجمة ابن قدامة
وجعلها مقدمة للكتاب للتعريف بالشيخ، ثم إنك لم تقرأ نقد أبي طاهر في
تعليقه على قصة الكرامة لتستفيد منه، ولا تعيب على من نشر الكتاب، ثم
ذلك ليس بمستنكر وليس من الأساطير فقد وقع مثل ذلك لبعض الصحابة رضي
الله عنهم؛ إكراماً لهم، وإظهاراً لفضلهم لاستقامتهم على شريعته.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الثالث عشر
(العقيدة).