القراءة على المريض

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ب. م. ع. سلمه الله. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 2610 وتاريخ 4/7/1407هـ الذي تذكر فيه ما أصاب والدتك من النسيان بعد إجرائها عملية المرارة وطلبك أن ندلك على علاج شرعي لما أصابها.

الإجابة

وأفيدك بأن ما حصل على والدتك إنما هو بقضاء الله وقدره، وعلى المسلم أن يرضى بذلك ويصبر ويحتسب ما عند الله من الأجر؛ عملاً بقوله سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[1]، وقوله سبحانه: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))[3] حسنه الترمذي.

ونوصيك بأن تقرأ عليها بفاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، وغير ذلك من آيات وسور القرآن العزيز وتكرر ذلك في كل ليلةٍ وفي كل صباح ومساء مع الدعاء الصحيح المأثور مثل: ((اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاءً لا يغادر سقما، وباسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفسٍ أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك))، تكرر هذين الدعائين ثلاث مرات، وتدعو لها أيضاً بما أحببت من الدعاء سوى ذلك، وكونه مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل، كما نوصيك بعرضها على الأطباء المختصين، ولاسيما الذين أجروا لها العملية، لعلهم يجدون لها علاجاً. وفق الله الجميع لما فيه رضاه وشفى والدتك مما أصابها ومتّع الجميع بالصحة والعافية إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية

والإفتاء والدعوة والإرشاد

[1] سورة البقرة الآيات 155- 157.

[2] سورة التغابن، الآية 11.

[3] أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء برقم 2396 وابن ماجه في كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء برقم 4031.