الإجابة:
إن لم تكن الجماعات تدعو إلى عقيدة فرقة ضالة مثل الصوفية البدعية أو
الجهمية أو الشيعة أو المرجئة أو القدرية ..الخ ، ,وإنما هي جماعات
تعتني بإصلاح الفرد والمجتمع وهدفها أعادة تعاليم الإسلام إلى حياة
المسلمين ، وحمايتهم من الغزو الثقافي والأخلاقي الذين يتعرض لهما
المسلمون ، مثل الجماعات الاخوانية والتبلغية والسلفية والتحريرية
والجهادية فهذه الجماعات كلها فيها خير ، ولكن منهم من رأى أن إصلاح
الأمة يجب أن يبدأ من العقيدة وهذا صحيح ، ومنها من يقول يجب أن نبدأ
من الإصلاح السياسي ، ومنهم من يقول يجب إعلان الجهاد أولا ، ويمكن أن
يقع من هذه الجماعات أخطاء ، فهي غير معصومة.
ويجب أن تشكر على ما تفعله من خير وتعان عليه ، وتنصح فيما وقعت فيه
من خطأ بدون هدر حسناتها والتحذير منها في الجملة ، هذا هو القول
الصحيح فيها ، وهو وسط بين غلو الغالين الذين يضللونها ويهدرون
حسناتها ويدعون إلى التحذير منها وهؤلاء جاهلون بالحق ظالمون للخلق ،
وبين الذين لا يريدون أن تنقد الجماعات ولا تصوب أخطاؤها وهذا خلاف
النصح للامة.
ويجب على الجماعات التي تدعو إلى الله أن تتفهم حاجتها إلى النصح
والنقد البناء وأن تتقبله بصدر رحب وتغير ما فيها من أخطاء ، كما يجب
على من ينصحها أن يكون رفيقا معترفا بفضلها يجعل نصحه في قالب الاخوة
الإسلامية.
وعلى المسلم أن يعتصم بالكتاب والسنة ويعلم أن كل جماعة تقاس بمدى
قربها أو بعدها من الكتاب والسنة ولا يجوز لأحد أن يتعصب لجماعة أو
فرد ويرى أنه فوق النقد فإن علم ذلك أخذ من كل طائفة ما معها من الحق
، وترك ما معها من الباطل ، فإن كانت تلك في الجملة من أهل السنة
اعتقد ولايتهم وأخوتهم وأن خطأهم لا يخرجهم من الاخوة الإسلامية مع
وجوب نصحهم ، هذا هو القول العدل في موضوع الجماعات والله أعلم.