الصلاة وراء الإمام دون رؤية الإمام ولا المأمومين

أرجو الإجابة على هذا السؤال وجزاكم الله خيراً: امرأة تسكن مع زوجها في الطابق الأعلى من المسجد، وهي تقوم بالصلاة وراء الإمام وهي في غرفتها فوق المسجد، فهل صلاتها جائزة، أم لا؟ مع العلم أنها تقوم بمتابعة الإمام في الصلاة منذ سنتين تقريباً، فهل الصلاة جائزة

الإجابة

إذا كانت لا ترى الإمام، ولا المأمومين، فلا ينبغي لها أن تقتدي بالإمام بل تصلي وحدها، وما مضى لا إعادة عليها فيه؛ لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، منهم من رأى جواز ذلك، فنرجو أن لا يكون لها إعادة، ولكن في المستقبل ننصحها أن تصلي وحدها لا تتابع الإمام إلا إذا كانت ترى الإمام، أو ترى بعض من خلفه، وإلا فإنها تصلي وحدها؛ لأن محلها ليس تابعاً للمسجد، المسجد مستقل وسطح المسجد على ما ذكره السائل مستقل، كأن الذي بني المسجد إنما أراد الطابق الأسفل أما الطابق الأعلى جعله مسكناً ليس من المسجد ولهذا سكن هو وأهله، فالحاصل إذا كان سطح المسجد ليس تابعاً للمسجد، فإن أهله ينامون فيه، ويجامع زوجته، ويقضي حاجته؛ لأنه ليس تابعاً للمسجد، إنما بني المسجد الذي تحت السقف، أما إذا كان المسجد بني للعبادة وسقفه تبع له، ناويه تبع للمسجد، فهذا لا يسكن فيه فوق، للمرأة وأهلها بحيث يجامعها فيه وبحيث تحيض فيه، وبحيث تقضي حاجتها ويقضي حاجته هذا؛ لأنه في المسجد بل يصلى فيه، ويحفظ ويصان؛ لأنه تابع المسجد أما إذا كان المسجد إنما هو الأسفل، وأما السطح فالذي عمر المسجد ما نوى السطح تبع المسجد بل نواه سكناً له، أو للتأجير فهذا مستقل، ولا يكن له حكم المسجد، والساكن فيه لا يصلي بإمامة المسجد إلا إذا كان يرى الإمام، أو يرى من خلفه، وبعضه من المأمومين، وإلا فإن المرأة فيه تصلي وحدها، أو المريض الذي فيه يصلي وحده لا يصلي مع الناس، ما دام لا يرى الإمام، ولا يرى بعض من خلفه، لكن إذا كان السقف تابعاً للمسجد، فإنه لا يتخذ سكناً بحيث يجامع فيه الرجل امرأته، بحيث يقضي حاجته من بولٍ أو غيره، أو تجلس فيه الحائض؛ لأنه تابع المسجد، أما إذا كان ليس تابع للمسجد، بل المسجد إنما هو ما تحته، فهو لأهله مملوك لأهله. سماحة الشيخ إذا كان المسجد من دورين، فهل يشترط على من كان في الدور الثاني أن يرى الإمام، أو بعض المأمومين؟ الأظهر أنه لا يشترط؛ لأنه تابع للمسجد مثل الخلوة في المسجد، تابع للمسجد إذا سمع الصوت. إذا سمع الصوت كفى، وإن لم يرى الإمام، أو بعض المأمومين؟ كفى، إذا كان تابعاً للمسجد، سقف تابع له، أو خلوة تابعة له.