ترغيب طالب النكاح في تقديم رغبة والديه على رغبته

السؤال: أنا أعمل أعمالاً بسيطة لكني أرغب في الزواج بالمسلمة المتحجبة، ولكن الوالدين يرغبان في الزواج بابنة عمتي، وهي ليست متحجبة، فماذا أعمل في هذه القضية، وكيف يتم التوفيق بين الأمرين؟

الإجابة

الإجابة: إن عليه أن يحاول إصلاح قريبته حتى تلتزم وتتحجب ثم بعد ذلك يبر والديه بزواجها وقد حقق الاستخلاف من وجهين، من جهة إصلاح فرد من أفراد هذا المجتمع، ومن جهة إصلاح بيت يحتاج إلى الإصلاح.

بالنسبة للاستجابة، إذا لم تستجب له قبل الزواج فلن تستجيب له بعده، وهذه قاعدة مهمة تربوية، أن الأمر كله نشأته وبدايته هي التي يترتب عليها الأثر، ولذلك يذكر أهل التربية أن رجلاً من المربين دخل على صاحب بيت من الصالحين، لكنه وجد أن زوجته فاسدة مفسدة لا تتقيد بأوامر الله ولا ترعى حقوقه، وتضيع كل ما في البيت، فسأله لم لا يأمرها؟ فقال: لا تطيع أمراً وأنا أخاف على نفسي إذا وجهت إليها أي نقد، ففكر هذا المصلح في بداية الأمر، فأخبره أنه أول ما تزوج بها في ليلة الزفاف تواضع لها وضعف أمامها فكانا جالسين فقدم لهما الشاي، فجاء ضيف فقاما لاستقباله فوضعت هي كأسها في مكان، ثم لما رجعا إلى مكانهما أمرته أن يأتيها بكأسها فأصبح رسولاً في يدها، فقام صاغراً فأتاها به، ثم لما ذهبا إلى غرفتهما أدخلت أختها قطاً من وراء الباب، ففاجأه ذلك القط وارتاع منه فقامت المرأة فأمسكت به وأخرجته خارج الباب، فأصبحت هي السيدة، هي التي تذهب عنه ما يخاف منه، وأصبح هو ضعيفاً أمامها، فأراد هذا المصلح التغيير فأمره بطلاقها لأنه لا صبر على هذا الحال، فطلقها وبعد أن انتهت عدتها تقدم لها ذلك المصلح فتزوجها، وفي الليلة الأولى أرادت أن تكرر التجربة فسبقها هو فوضع كأسه، فلما رجعا إلى مكانهما بادر إليها بطلب أن تأتيه بكأسه، فالتفتت يميناً وشمالاً ثم قامت فجاءت به تحمله، من ذلك الوقت عرفت أنه هو القيم، ثم لما أدخلت أختها القط قام عليه هو وضربه ضربة شديدة حتى انفجر دماغه فارتاعت فقال: لا بأس عليك، وأخرج القط، فمن ذلك الوقت عرفت أنه هو القيم وأنه هو الذي يستحق الاحترام، فتغير حالها واستطاع إصلاحها بهذا التصرف البسيط الضعيف.

--------------------------

نقلاً عن موقع الشيخ