حكم تعليق التمائم

أمي ترتدي التمائم مع أنها مؤمنة بأن ما يريده الله عز وجل سيقع، ولكن حسبما تقول: فالإنسان مطالب بأن يبحث عن عافيته وصحة نفسه، ولقد نصحناها بأن التمائم شرك وحرام، فنهرتني وغضبت، علماً بأن التمائم منتشرة بين أقاربي ونساء القرية!! فما رأيكم بذلك

الإجابة

تعليق التمائم لا يجوز بنص الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوصيتي لك ولأمك ولجميع أهل البلد أن يتقوا الله وأن يحذروا تعليق التمائم، لا من القرآن ولا من غيره، يجب قطع التمائم وإزالتها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، (ومن تعلق تميمة فقد أشرك) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك) فالرقى يعني المجهولة أو الرقى بغير الشرع، أما الرقى الشرعية فهي مستثناة غير داخلة في الحديث، والتمائم: جمع تميمة وهي ما يعلق على الأولاد وغيرهم من الحروز من القرآن أو غير القرآن، أو من ودع أو من خرزات، أو من طلاسم وكل ذلك منكر لا يجوز، وهكذا التولة: وهي تسمى الصرف العطفي وهي نوع من السحر لا يجوز فعله لا من النساء ولا من الرجال، فالسحر من المحرمات، بل من الشرك؛ لقوله جل وعلا في السحرة: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) فجعله كفراً، فالواجب الحذر من التمائم كلها من القرآن وغير القرآن؛ لأن تعليقها منكرٌ عمَّته الأحاديث؛ ولأن تعليق التمائم من القرآن وسيلة إلى تعليق غيرها أيضاً، فالذين أجازوا تعليق التمائم من القرآن قد غلطوا في هذا، والصواب المنع؛ لأمرين، أحدهما: عموم الأحاديث الدالة على تحريم تعليق التمائم؛ لأن الرسول لم يستثنِ ما قال: إلا إذا كانت من القرآن! بل عَمَّم، المعنى الثاني: أن تعليق التمائم من القرآن لو أجيز لكان وسيلة لتعليق التمائم الأخرى، يعني ما كل أحد سيفتش على هذا وعلى هذا، وسد الذرائع أمرٌ لازم وواجب.