معنى حديث خلق الله آدم على صورته

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً) الحديث متفق عليه، أرجو من سماحتكم شرح هذا الحديث شرحاً وافياً، وبيان ما يقع فيه من سوء تأويل، وما يقع فيه من إشكالات، والإجابة عن هذه الإشكالات؟

الإجابة

هذا الحديث قد أشكل على بعض الناس وتأوله على أن المراد على صورة آدم (خلق الله آدم على صورة آدم) وهذا غلط، وليس من فصيح الكلام، بل المراد خلقه الله على صورته هو سبحانه وتعالى، ولهذا في الحديث الآخر (خلق الله على صورة الرحمن) وهي رواية جيدة أثبتها الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وآخرون يفسر هذه الرواية رواية الضمير، على صورته يعني صورة الرحمن، والمعنى أنه سبحانه وتعالى خلق آدم سميعاً بصيراً يتكلم وله وجه وله يد وله قدم، وهكذا ربنا سبحانه سميع بصير يتكلم وله وجه وله يدان وله قلم سبحانه كما أخبر عن نفسه (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) وقال جل علا: (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن جهنم لا تزاد تقول هل من مزيد حتى يضع الله فيها رجله - وفي رواية قدمه – فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط) وليس المراد أنه شبيه له، وأنه مثله، بل المراد أنه على صورته من حيث أنه سميع بصير متكلم ذو وجه ذو قدم ذو يد لكن ليس السميع كالسميع، وليس البصير كالبصير، وليست يده كاليد، وقدمه كالقدم، وكلامه كالكلام، قال الله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ وقال عز وجل: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فهذا قول أهل السنة والجماعة.