العمرة بالنسبة لأهل مكة

هل لأهل مكة عمرة، وإذا كان معنى العمرة عند علماء اللغة الزيارة، وشرعاً التعبد لله تعالى بأداء مناسك العمرة، فكيف يحدث هذا وهم من أهل مكة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

العمرة هي الزيارة بالنسبة للغريب، أما أهل مكة فالعمرة لهم هي الطواف، والسعي، والتقصير، وهي نوع من الزيارة بخروجه إلى الحل، ثم رجوعه، لكن المقصود منها في حق أهل مكة هذا العمل العظيم، وهو الطواف، والسعي، والتقصير، فلهم عمرة، يخرجون إلى الحل التنعيم، أو عرفات، أو الجعرانة، أو جدة ويحرمون بالعمرة، ثم يدخلون، ويطوفون ويسعون، ويقصرون. وتسمى عمرة، وإن كان أصلها الزيارة بالنسبة إلى الغريب لكنها عمل عظيم، عمل الطواف، والسعي، والتقصير، أو الحلق، العبادة عظيمة فيها الطواف بالبيت، وفيها السعي بين الصفا والمروة فهي عمرة لهم وإن كانوا من أهل مكة، وليس لهم زيارة؛ لأنهم قريبون من مكة إذا خرجوا إلى التنعيم ليسوا بعيدين، وليس سفراً، فلا تتحقق في حقهم أنها زيارة لكن فيها العمل الصالح من الطواف، والسعي، لكن تسمى زيارة بالنسبة للغرباء، وقد اعتمرت عائشة في مكة -رضي الله عنها-، لما حلت من حجها أعمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- من التنعيم، وهي في هذه الحال مكية، مقيمة في مكة، ومع هذا اعتمرت من التنعيم -رضي الله عنها- بدلاً من عمرتها التي دخلت بها إلى مكة من المدينة؛ لأنها دخلت مكة وهي حائض، فلم تطف ولم تسع قبل الحج، وأحرمت بالحج مع العمرة، فصارت قارنة، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك)؛ لأنها صارت قارنة، فطلبت منه عمرةً مستقلة، فوافق على ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وأمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم عمرةً مستقلة كصواحباتها من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنهم اعتمروا عمرةً مستقلة، دخلوا بها مكة من المدينة، فطافوا وسعوا، وقصروا، وحلوا، فأحبت أن تفعل مثلهم عمرة مستقلة، فأقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحج. فدل ذلك على أنه لا بأس بخروج المكي إلى التنعيم، أو غيره من الحل؛ لأخذ العمرة، فالعمرة عمل صالح، وقربة إلى الله -عز وجل-.