هل الجماعات والفرق الإسلامية هي من صنيع المستعمر؟

السؤال: هل الجماعات والفرق الإسلامية هي من صنيع المستعمر لتفرقة المسلمين أم لا؟

الإجابة

الإجابة: لا، بل هي على ضد ما يريده المستعمر، فالمستعمر يريد تدجين الشعوب ويريد أن تكون الشعوب المسلمة غير حيَّة ولا متحركة، وألا يكون لها خدمة للدين ولا عناية بالمسلمين، وأن لا تعتني بمثل هذه الأمور أصلاً، ولذلك ففي تقرير لكسنجر نشر في إحدى المجلات وترجم إلى العربية يقول: "إن الإسلام هو العدو الوحيد للنظام العالمي الجديد، فالنظام العالمي الجديد لا يمكن أن تقف في وجهه أية أيديولوجية إلا الإسلام، وإذا كان الإسلام عدونا المستقبلي فلا بد من دراسته دراسة استراتيجية، وبالدراسة يتبين لنا أن الإسلام حطبٌ وشرارات -فالحطب يقصد بها الشعوب المسلمة، والشرارات الجماعات العاملة للإسلام- فمهمتنا الأولى هي الحيلولة بين الحطب والشرارات، أي تشويه كل الشرارات حتى لا تصل إلى الحطب لئلا تشتعل النار، والقضاء على كل الشرارات، ومهمتنا الثانية هي وضع مسطرة الخطورة للشرارات"، يقول: "قد صنفنا هذه الشرارات فوجدناها خمسة أقسام، القسم الأول الذين يهتمون بالجانب الحضاري الفكري في الإسلام -يقصد الجانب العقدي- وهؤلاء فيهم خطورة لا محالة لأن الذي يهتمون به عليه يبنى غيره، فكل عمل يقوم به الإنسان إنما هو منطلق من عقيدته وقناعته، فالذي يؤمن بأنه إذا مات دخل الجنة فذلك دافع له للشهادة في سبيل الله، والذي يؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بهذا الأمر صريحاً وأنه خطاب موجه إليه هو فستدعوه قناعته هذه للعمل بمقتضى ما أمره به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لكنه يقول هؤلاء يمكن الاستفادة منهم لقابليتهم للانقسام ولأنهم يكفرون سواد المسلمين، وهذا يقصد به حالات شاذة وأفراد نوادر، وهو غالط في تصوره إذا كان يظن أن كل المهتمين بالإصلاح العقدي هم من هذا النوع الذي يراه فهذا الحمد لله تغفيل كبير منه وانحراف عن طريق الحق، فالذين يعتنون بإصلاح العقائد وبإعادة الناس إلى المنهج الصحيح هم أشد الناس رحمة بالناس وهم ألطفهم بهم، وهم أحرصهم على هدايتهم ولله الحمد، ولا يكفرونهم بل يريدون لهم أن يكونوا من أهل الفردوس الأعلى من الجنة، ويريدون مساعدتهم على ذلك. ثم يقول المستوى الثاني الذين يهتمون بالجانب الخلقي والقيمي في الإسلام وهو يقصد هنا مثلا جماعة الدعوة والتبليغ والجماعات التي تعتني بالأخلاق والقيم مثل بعض الطرق الصوفية ومثل بعض الدعوات الإصلاحية السابقة التي تعتني بالقيم والأخلاق والعمل، يقول هؤلاء لا شك فيهم خطر عظيم لأنهم لديهم قيم تعارفوا عليها والنظام العالمي الجديد ليست لديه قيم، فالقيم الأمريكية تختلف عن القيم الألمانية عن القيم البريطانية عن القيم اليابانية، فالنظام العالمي الجديد ليس له قيم، والإسلام له قيم موروثة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن، لكن يمكن الاستفادة منهم لأنهم يأخذون القيادات الطبيعية للمجتمع كالقائد العسكري والتاجر والمهندس والطبيب فيحشرونهم في زاوية ضيقة من المسجد فيحيدونهم عن الخلاف، هذا ظنه هو وتصوره والواقع أن كثيرا من الذين خرجوا مع جماعة الدعوة والتبليغ من الذين ينصرون الله ويسعون لإعلاء كلمة الله، ومن الذين نفع الله بهم وأعز بهم الدين في كثير من البيئات وفي كثير من البلدان، لكن هذا تصوره هو وعداوته للمسلمين. يقول المستوى الثالث الذين يهتمون بالجانب العلمي في الإسلام، وهو يرى الجامعات الإسلامية والذين ينشرون الكتب ويحققونها فيظن أنهم حركة مثل هذه الحركات والجماعات، هذا تصوره هو وهو تصور خاطئ طبعا، يقول هؤلاء ليست الخطورة في ذواتهم وإنما هي في طلابهم من بعدهم، لأنهم يذكرونهم أن لهم أمة لها أمجاد فيطالبون بأمجاد أمتهم الضائعة، والمستوى الرابع الذين يهتمون بالجانب الحربي في الإسلام يقصد بذلك الذين يهتمون بالجهاد.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.