حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور

يوجد في قريتنا مسجد، ويوجد في هذا المسجد ضريح يزعم أجدادنا أنه لأحد الأولياء، يطلقون عليه اسم الحبيب، والمسجد يتكون من ثلاث غرف كبيرة في اتجاه العرض بالنسبة للقبلة، وهذا الضريح يوجد في الغرفة الأمامية، ونحن نصلي في الوسطى، ولا يحجز بينها وبين التي فيها الضريح إلا جدار، فما حكم صلاتنا في هذا المسجد أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابة

بناء المساجد على القبور محرم ومنكر يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وقال- عليه الصلاة والسلام-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك), فالرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البناء على القبور واتخاذها مساجد كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أن نهى عن تجصيصها والقعود عليها والبناء عليها, فلا يجوز الصلاة في هذا المسجد بل يجب أن يهدم إذا كان بني على القبر, أما إذا كان القبر أحدث في المسجد والمسجد قديم والقبر أحدث فيه فإنه يزال وينبش وتنقل وفاته إلى مقبرة العامة في حفرة خاصة يسوى ظاهرها كسائر المساجد ويبقى المسجد على حاله يصلى فيه والقبر يزال إذا كان هو الأخير يعني تزال الرفات آثار الميت من عظام ونحوها تنقل إلى حفرة في المقبرة العامة ويسوى ظاهرها كالقبر مثل بقية القبور, وأما هذا القبر فتسوى الأرض بعد نقل الرفات ويصلى في المسجد هذا إذا كان القبر هو الأخير, أما إذا كان القبر قديماً فإن المسجد هو الذي يهدم؛ فإنه بني عليه لأنه أسس على غير التقوى؛ لأنه فيه عصيان للرسول - صلى الله عليه وسلم - والتأسي باليهود والنصارى في أعمالهم الخبيثة والله المستعان. بارك الله فيكم يقول: إذا لم تصح صلاتنا في هذا المسجد فما العمل مع العلم أنه هو المسجد الوحيد في القرية؟ تقدم الجواب عن هذا إن كان المسجد هو القديم والقبر أحدث يزال القبر ينبش وتنقل رفاته إلى حفرة في المقبرة العامة ويسوى محله ويصلى في المسجد, أما إن كان المسجد بني عليه والقبر هو القديم فإن المسجد يهدم ويبدل يعني يبنى مسجد آخر في محل آخر ليس فيه قبر. بارك الله فيكم يبدو من خلال كلام الأخ في رسالته أن هناك أناساً يقومون على المسجد ويقبلون هذا الضريح - كما يقول -، وينذرون له النذور، وإذا نصحناهم قالوا عنا: إننا ملحدون وكفار وسوف يصيبنا سوء وعاهات، بالرغم أننا ننصحهم باللجوء إلى الله عز وجل وترك الاعتقاد بهذا الضريح ، وقد لا يكون لنا قدرة على إزالة الضريح أو هدم المسجد، فماذا نفعل؟ بارك الله فيكم. عليكم إنكار المنكر مثل ما فعلتم, عليكم أن توضحوا لهم أن هذا منكر وأن دعاء الميت, والاستغاثة بالميت, والنذر له كل هذا من الشرك بالله, أعظم من البناء على المسجد كونهم يدعونه, ويستغيثون به, وينذروه له هذا من المنكرات الشركية العبادة لغير الله- سبحانه وتعالى- وهذا يناقض قول لا إله إلا الله فإنه لا معبود حق إلا الله هو الذي يدعى ويرجى هو- سبحانه وتعالى-, أما النذر للميت ودعاؤه والاستغاثة به, أو بالأشجار, أو بالأحجار, أو بالأصنام, أو بالأنبياء كله شرك أكبر فيجب الحذر من هذا ويجب أن تعادوهم في الله وتبينوا لهم أن هذا خطأ وأن هذا منكر شرك حتى يهتدوا إن شاء الله على أيديكم لأن الحق واضح, فعليكم أن تنذروهم بالأسلوب الحسن, والعبارات الحسنة, والرفق توضحوا لهم أن هذا العمل منكر وشرك بالله-عز وجل-, وأن الواجب الانتقال عنه إلى مسجد آخر سليم مادام هذا المسجد لم يهدم فإنه ينتقل عنه إلى أرض أخرى يبنى فيه مسجد ويصلى فيه, أما هذا فإن هداهم الله وهدموه فهذا الواجب عليهم يهدمونه ويبقى القبر كسائر القبور, وإن كان القبر هو الأخير فإنه ينبش القبر, وتنقل رفاته إلى المقبرة العامة في حفرة خاصة يسوى ظاهرها كسائر القبور كما تقدم. بارك الله فيكم