الكتب التي أحرقت أو فقدها المسلمون

السؤال: الكتب التي أحرقت أو فقدها المسلمون، هل يمكن أن يعتبر ما فقد منها نقصاً في الدين أو نقصاً في العلم، أو يمكن أن يعوض بالموجود؟

الإجابة

الإجابة: إن الله سبحانه وتعالى تولى حفظ دينه بنفسه، وأن ما يحتاج إليه المسلمون في أمر دينهم لا بد أن يوجد، فالقدر الذي وجدوه فيه ما يكفيهم، ولذلك إذا احتاجوا يظهر بعض الكتب من جديد -التي كانت مفقودة-، وفي كل عام يظهر بعض الكتب التي كانت مفقودة من قبل لم يطلع عليها كثير ممن سبق، وهذا كله دليل على حفظ الله تعالى لدينه ورعايته له.

ومع هذا فلا شك أن المسلمين خسروا في بعض مواقعهم ثروات كبيرة جداً من الكتب النادرة العجيبة، وهذه الكتب كان الناس يعيشون عليها، بل إن كثيراً من العلماء كانوا يعدون بعض مؤلفاتهم بأعمارهم، فالإمام الطبراني كان يسمى الجامع الأوسط: "كتاب العمر" يعتبره ذخيرة عمره، أنفق فيه جهده، وكذلك الإمام ابن عبد البر يقول في التمهيد:

وكاشف همي والمنفس عن كربي

سمير فؤادي مذ ثلاثين حجة


جُمعت لهم فيه كلام نبيهم فهم يتعبون على الكتب تعباً شديداً، ولذلك يصفها أحد العلماء يقول:

ألبَّاء مأمونون غيباً ومشهداً

لنا جلساءٌ ما يمل حديثهم

وعقلاً وتأديباً ورأي مسدد

يفيدوننا من علمهم علم من مضى

ولا نتقي منهم لساناً ولا يداً

فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة

وإن قلت أموات فلست مفنداً

فإن قلت أحياء فلست بكاذب


ولذلك فإن المصيبة التي لحقت بالوزير العباسي المشهورة عندما ألف له الخليل ابن أحمد الفراهيدي كتاب: "العين" فجمع له فيه لغة العرب، فاشتغل به يبيت يتحفظه يحفظه، وقالت زوجته هذا الكتاب أعظم لدي من مائة ضرة، فتركته حتى خرج فأحرقت الكتاب وكان قد حفظ نصفه فضاع النصف الآخر بعد موت الخليل، فحزن عليه حزناً شديداً حتى جاء بعض اللغويين فألف له النصف الآخر، ولم يكن كالنصف الذي ألفه الخليل.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.