محاربة الشرك والتحذير من الوقوع فيه

أنا أعيش في قرية يعم فيها الشرك والجهل، وكلما نصحت أهلها لا يسمعون لنصحي، فهم يقومون بالذبح والنذر لغير الله سبحانه وتعالى، ويقولون لي عندما أمنعهم أو أنصحهم: أنت مشرك بالله!! ماذا أفعل، وهل أنا على حق، وهل أبتعد عنهم، أم أبقى في القرية مع مجاهدتي لنفسي ولهم؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فننصحك أيها الأخ بالبقاء معهم، والجهاد لنفسك ولهم، بالتعليم والتوجيه والإرشاد والنصيحة، لعل الله أن يهديهم بأسبابك، ولك مثل أجورهم إذا هداهم الله على يديك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فاصبر واحتسب ولا تعجل، وادعوا الله لهم بالهداية وأنت على خيرٍ عظيم، هكذا صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، فتأسى بالرسل عليهم الصلاة والسلام، والله يقول: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، قد أوذي نبينا - صلى الله عليه وسلم-، وأوذي الأنبياء وصبروا، فكن أنت متأسياً بهم عليهم الصلاة والسلام فإذا كان أهل هذه القرية يتعاطون الشرك دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والتمسح بالقبور أو النذر لهم أو الذبح لهم، فهذا شركٌ أكبر، هذا دين المشركين، فالواجب عليهم ترك ذلك والتوبة إلى الله من ذلك، وعليك أن تنصحهم دائماً وأن تصبر حتى يهديهم الله بأسبابك وأنت على خير عظيم ولا تجزع، ولا تمل، ولا تغادر القرية إلا إذا وجد من يقوم مقامك ويحصل به المقصود، وإلا تبقى في القرية واجتهد في الدعوة واحرص على أن تلتمس من يساعدك ويعينك على هذه الدعوة العظيمة يسر الله أمرك وبارك في جهودك وهدى أصحابك. جزاكم الله خيراً.