الصلاة بين أذان المغرب والإقامة

نصلي ركعتين بين أذان المغرب، والإقامة، قال البعض لنا: لا تصح؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (المغرب جوهرة فالتقطوها)، ما مدى صحة هذا الحديث، وما مدى صحة قول صاحبنا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

هذا الحديث لا أصل له، (المغرب جوهرة فالتقطوها)، هذا لا أصل له بل من الوضّاعين من كذب الكذابين، والسنة أن تصلي قبل المغرب ركعتين، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، السنة أن تصلي ركعتين إذا جئت قبل المغرب تصلي ركعتين بعد الأذان، وإن كنت جالس في المسجد قم وصلي ركعتين بعد الأذان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء) . فهذا عام، ثم خص المغرب فقال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: لمن شاء في الثالثة)، فالسنة أن تصلي ركعتين قبل المغرب، إذا دخلت بعد الأذان قبل الإقامة تصلي ركعتين تحية المسجد، وإن كنت جالساً جئت المسجد قبل المغرب، قم وصل ركعتين بعد الأذان؛ لهذه الأحاديث التي سمعت، والذي قال لك لا يصلى جاهل، ما يعرف الأحكام الشرعية، نسأل الله لنا وله الهداية، ومن المصائب العظيمة الفتيا بغير علم، هذه من المصائب العظيمة، ومن المحرمات الكبيرة، يقول الله -عز وجل-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (33) سورة الأعراف، جعلها فوق الشرك، القول على الله بغير علم، جريمة عظيمة نعوذ بالله، وقال -جل وعلا- في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (168-169) سورة البقرة. فالشيطان يأمر الناس أن يقولوا على الله بغير علم، ولاسيما من ليس عنده علم وهو ينتسب إلى العلم، ينتسب إلى طلب العلم وهو ما عنده علم، فيظن أنه على شيء، هذا غلط، يجب عليه أن يسأل أهل العلم، ويجب عليه أن يحفظ لسانه، فلا يتكلم إلا عن علم، طلب العلم من أهم المهمات، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). فالذي يطلب العلم لا يستحي، لا يدعي العلم وهو جاهل، يطلب العلم، يحضر حلقات العلم، ويسأل أهل العلم حتى يفيد ويستفيد، وليس لأحد أن يقول على الله بغير علم، لا يجوز أبدا ً لرجل، أو امرأة أن يقول الله على بغير علم، حتى يعلم من قول الله وقول رسوله هذا الحكم الذي يقول، أو يسأل أهل العلم، ويقول: قاله فلان، ينسبه للعالم، ينسب المسألة للعالم الفلاني، يقول سألته، وأجابني بكذا. وفق الله الجميع.