حكم الإسلام في الرجل المسلم الذي يسب الدين

ما حكم الإسلام في الرجل المسلم الذي يسب الدين؟

الإجابة

سب الدين من أعظم الكبائر ومن نواقض الإسلام نسأل الله العافية والسلامة فمن سب الدين وسب الإسلام أو سب نبي الإسلام أو سب رسولاً من الرسل ارتد عن الإسلام، -نعوذ بالله- فإذا لعن الرسول ولعن الإسلام أو سب الإسلام بأنواع السب بأن قال الإسلام دين جامد أو دين ناقص أو دين الشعوب أو أشباه ذلك من التنقصات فإن هذا يسمى سباً ويكون صاحبه مرتداً عن الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وذهب بعض أهل العلم إلا أنه لا يستتاب بل يقتل مطلقاً كمن سب الله أو سب رسوله -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أن السبب لله أو لرسوله أو لدينه ردة عن الإسلام، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من بدل دينه فاقتلوه). فالواجب على من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله والإنابة إليه والندم على ما صدر منه والاستكثار من العمل الصالح لعل الله يتوب عليه. أما ولاة الأمور فالواجب عليهم استتابته وتأديبه على ما فعل وتوبيخه على ذلك وتأديبه بما يردعه وأمثاله عن ذلك. أما قبول التوبة فهي محل نظر وخلاف بين أهل العلم، فمن رأى قبول توبته فله وجه، ومن رأى قتله وعدم قول توبته فله وجه، ردعاً للناس عن التساهل بهذا الأمر، وحماية لدين الله وحماية لجنابه - سبحانه وتعالى - وحماية لجناب رسول الله -عليه الصلاة والسلام-. وعلى كل حال فالسب ردة عن الإسلام أو كونه تقبل توبته في الحكم الظاهر أو لا تقبل فهذا محل خلاف بين أهل العلم. وأما فيما بينه وبين الله فإنها تقبل توبته إذا صدق في توبته ورجع إلى الله وأناب إليه وندم على ما مضى منه، فإن الله يقبلها منه لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة، وهو - سبحانه وتعالى - الذي يقبل التوبة عن عباده وهو القائل -جل وعلا-: وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. فالتوبة لها شأن عظيم فإذا فعلها العبد صادقاً نادماً مقلعاً تاركاً لما فعل من الذنب كبيراً أو صغيراً واستقام على ذلك فالله يقبلها - سبحانه وتعالى -، لكن هل يقبلها ولي الأمر في الدنيا ولا يقتله هذا هو محل خلاف فمن رأى عدم قبول توبة الساب قال لأن السب عظيم ولأن قبولها قد يجرئ الناس على التساهل بها فلهذا رأى جمع من أهل العلم أنه يقتل ولا تقبل توبته من جهة الحكم حسماً لمادة هذا الشر وحماية لدين الله وحماية لرسوله وحماية لجنابه - سبحانه وتعالى - عن سب السابين وشتم الشاتمين وسخرية الساخرين، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً، لا بد أيضاً لمساحة الشيخ من كلمة للناس عامة حتى لا يقعوا في مثل هذه الكبيرة؟. نعم، نعم سب الدين يقع من كثير من السفهاء، فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا ذلك، وأن يصونوا ألسنتهم عما يتعلق بسب الدين أو سب الله أو سب رسوله أو سب الجنة أو غير هذا مما شرعه الله - سبحانه وتعالى -. وهكذا الاستهزاء لا يجوز الاستهزاء لا بشرع الله، ولا بالجنة، ولا بالنار، وبالله، ولا برسوله، ولا بشيء مما شرعه الله، وباللحية، ولا بشيء مما شرعه الله. يجب أن يصون الإنسان لسانه، وأن تصون المرأة لسانها عن كلما حرم الله من سب أو شتم استهزاء، قال الله قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [سورة التوبة(65) (66)]. ولما بلغه- صلى الله عليه وسلم – أن شخصاً قتل جاريته كانت تسب النبي - صلى الله عليه وسلم – فقتلها لما استتابها فأبت قتلها، قال عليه الصلاة والسلام: ألا اشهدوا إن دمها هدر). لأنها سبت النبي - صلى الله عليه وسلم –. فالمقصود أن الواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا هذا الأمر، وهذه الجريمة العظيمة، وأن يحذروها الناس، وأن يصونوا ألسنتهم عن سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بالله وبرسوله، أو الاستهزاء بشرعه، أو بما أخبر به عن الآخرة. يجب على أهل الإسلام أن يصونوا ألسنتهم، وأن يحفظوها عن كل ما يتعلق بالسب والشتم، والاستهزاء، رزق الله الجميع العافية والسلامة. سماحة الشيخ في ختام....