الإجابة:
ما فعله هذا السائل من هجرة لزوجته والابتعاد عنها بسبب أنه تشاجر مع
أمها؛ هذا أمر لا يليق به، ولا ينبغي للرجل أن يصل به الغضب إلى هذا
الحد، وما ذنب الزوجة؟! وما ذنب الأولاد الذين جنى عليهم وهجرهم
وغاب عنهم المدة التي ينتظر فيها أن تموت أم الزوجة التي تشاجر
معها؟!
أولاً: كان الواجب عليه الإصلاح فيما بينه وبين أم زوجته، وأن
يتلافى ما بينه وبينها من خلاف؛ لأن المصلحة في ذلك في أن يعفو وأن
يسمح وأن يحلم وأن يستمر مع عائلته ومع زوجته، ويحسن إلى أم زوجته،
وهذا هو الذي ينبغي للمسلم.
أما إذا حصل ما ذكره السائل من الغيبة عن زوجته وأولاده حتى تضررت
بذلك، وحتى جاء وليها إليه في غيبته، وتفاهم معه، واستمر في غضبه
ومقاطعته؛ فهذا أمر لا يليق به، ولا يصح منه؛ لأن ولي أمر الزوجة بذل
ما يجب عليه من التفاهم ومراجعة الزوج، ولكن الزوج هو الذي أساء في
استمراره على المقاطعة.
أما قضية ما حصل من القاضي من النظر في طلب الزوجة، وفسخ نكاحها من
زوجها، ثم تزويجها بعد ذلك من زوج آخر؛ فهذه إجراءات قضائية ترجع إلى
المحكمة، وليس لنا عليها اعتراض؛ لأننا لا نعرف ملابسات القضية وما
فعله القاضي؛ لأن الواجب مراسلة الزوج ومعرفة الظروف التي تحيط به، ثم
بعد ذلك ينظر القاضي بحسب المصلحة وإزالة الضرر عن الزوجة.
فكونه فسخها من زوجها الأول وتزوجت بزوج جديد؛ هذه إجراءات قضائية،
يرجع فيها إلى المحكمة؛ فإذا كانت متمشية على الوجه المشروع؛ فلا
اعتراض عليها، وزواجها من الثاني صحيح، وأولاده منها أولاد شرعيين.