الإجابة:
أصل تسميته مأخوذ من الصُّحُف ، وقد جاء ذكرها في القرآن .
قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن : الصحيفة: المبسوط
من الشيء ، كَصَحِيفَة الوَجْه ، والصحيفة : التي يُكتب فيها ،
وجمعها : صحائف وصُحُف . قال تعالى : {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } { يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ
قَيِّمَةٌ} قيل : أُرِيد بها القرآن ، وجَعَلَه صُحُفاً فيها
كُتب من أجل تضمنه لزيادة ما في كتب الله المتقدمة .
والْمُصْحَف : ما جُعِل جامِعاً للصُّحُف المكتوبة، وجمعه : مصاحف .
اه .
وفي الحديث"ممن سره أن يعلم أن يحب الله
ورسوله فليقرأ في الْمُصْحَف" . رواه البيهقي في شُعب الإيمان
.
وكان الصحابة رضي الله عنهم يُسمّونه مُصحفاً .
ففي صحيح البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال"فُقِدتْ آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف ، كنت
أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع
خزيمة بن ثابت الأنصاري " { مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}
" فألحقناها في سورتها في المصحف "
.
و أتى رجلٌ إلى عمر رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين قد تركت
بالعراق رجلاً يُمْلِي المصاحف عن ظهر قلب ، فغضب عمر رضي الله عنه
حتى احمرّ وجهه فقال له عمر : اعلم ما تقول - مرارا - فقال : ما أتيتك
إلاّ بِحَقّ ، فقال عمر رضي الله عنه : من هو ؟ قال : ابن أم عبد .
قال : فسكن حتى ذهب عنه الغضب ، ثم قال : ما أصبح على ظهر الأرض أحد
أحقّ بذلك منه ... رواه ابن خزيمة والحاكم وغيرهما .
قال عكرمة : دخلتُ على ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقرأ في المصحف .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أدِيمُوا النظر في المصحف .
وقال أنس رضي الله عنه : نَسَخَ عثمان المصاحف فَبَعَثَ بها إلى
الآفاق .
والمصحف يُجمع فيُقال : مصاحف .
أما القرآن ، فهو الكلام المقروء ، فلذلك لا يُجمع .
ومن الخطأ قول بعض الناس : قرءانات !
فالقرآن واحد والمصاحف كثيرة والله أعلم