فصل قول القائل‏:‏ "ما لنا في جميع أفعالنا قدرة"

السؤال: فصل قول القائل‏:‏ "ما لنا في جميع أفعالنا قدرة"

الإجابة

الإجابة: فصل:

وأما قول القائل‏:‏ ما لنا في جميع أفعالنا قدرة فقد كذب، فإن الله سبحانه فرق بين المستطيع القادر وغير المستطيع، فقال‏:‏ ‏{‏‏فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}‏‏ ‏[‏التغابن‏:‏16‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏97‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏54‏]‏، والله قد أثبت للعبد مشيئة وفعلا، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ‏.‏ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏‏ ‏[‏التكوير‏:‏28- 29‏]‏، وقال‏:‏‏{‏‏جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 17، الأحقاف‏:‏ 14، الواقعة‏:‏ 24‏]‏؛ لكن الله سبحانه خالقه وخالق كل ما فيه من قدرة ومشيئة وعمل، فإنه لا رب غيره، ولا إله سواه، وهو خالق كل وربه ومليكه.



مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد الثامن.