حكم الذبح والنذر لغير الله

ما رأي سماحة الشيخ في العائلة التي عندما يولد لها مولود تقوم بذبح شاة لأحد الأئمة دون الله، وذلك لنذر كانوا قد نذروه، علماً أنهم يذبحون للذكر فقط ولا يذبحون للأنثى، وهل على المولود بعد بلوغه من ذنب، ماذا عليه أن يفعل؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

هذا من الشرك الأكبر والواجب على من فعله التوبة إلى الله والندم وعدم العود إلى ذلك، كونه ينذر ذبيحة للولي فلان، فإذا جاءه ولد هذا شركٌ أكبر نعوذ بالله، فالنذر عبادة لله سبحانه وتعالى، فالذي يفعل هذا عليه التوبة إلى الله وعدم العودة إلى مثل هذا، وأما الطفل فليس عليه شيء؛ لأنه ليس من عمله، والله يقلو سبحانه: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (164) سورة الأنعام، لكن الذي فعل من رجل أو امرأة عليه التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما مضى، وأن لا يعود إلى ذلك، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31) سورة النور، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا (8) سورة التحريم، فدعاء غير الله، والاستغاثة بغير الله من الأولياء والأنبياء من أصحاب القبور أو الاستغاثة بالجن، أو بالملائكة، أو بالنجوم والكواكب كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وهكذا النذر لهم والذبح لهم، كونه ينذر للأموات أو للملائكة أو للجن أو للكواكب ليشفعوا له، أو ليخلصوه من النار، أو ليشفوا مريضه، أو يردوا غائبه أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر يقول الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي يعني ذبحي (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (162-163)سورة الأنعام، ويقول سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(1-2)سورة الكوثر، ويقول عز وجل: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ (270) سورة البقرة، فالنذر عبادة التزام بعبادة الله من صدقة أو صلاة أو غير ذلك، لا تجوز إلا لله وحده سبحانه وتعالى، فالذي ينذر ذبيحة إن رزقه الله مولوداً ذكر للبدوي أو للشيخ عبد القادر أو للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو للحسن أو الحسين أو علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - أو لغيرهم فهذا يعتبر من الشرك الأكبر، وهكذا لو قال يا علي انصرني أو اشفِ مريضي، أو يا سيدي الحسين أو الحسن أو يا رسول الله أو يا سيدي البدوي أو يا سيدي عبد القادر أو ما أشبه ذلك، انصرني أو اشفِ مريضي أو أنا في جوارك أو حسبك، أو المدد المدد، كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عبادة غير الله سبحانه وتعالى، والله يقول جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (5) سورة البينة، ويقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) سورة الفاتحة، ويقول عز وجل:فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(14) سورة غافر، ويقول عز وجل:وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ (23) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، ويقول عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) سورة يونس، يعني المشركين، والآيات في هذا كثيرة، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الدعاء هو العبادة والله يقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر، فالواجب على جميع المسلمين وعلى جميع المكلفين الحذر من ذلك، وأن تكون العبادة لله وحده كما قال سبحانه وتعالى:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ(5) سورة البينة، وقال:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، وهو الذي يدعى وهو الذي يرجى سبحانه وتعالى، هو الذي يتقرب إليه بالذبائح والنذور دون غيره سبحانه وتعالى، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذهم من كل ما يخالف شرعه والله المستعان.