الإجابة:
قال تعالى {الرجال قوامون على النساء بما
فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } ففي هذه
الآية أن الرجل والٍ على المرأة وقوّام عليها ، وفي الحديث الصحيح عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال "والرجل
راعٍ على أهل بيته ومسئول عن رعيته ، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
فالرجل راع ومسئول عن رعيته " .
واهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إلى القيام بأمر الله بفعل ما
أوجب الله ، وترك ما حرّم ، بهذا يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر .
فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم ،
واعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس وصيام رمضان ، هذان ركنان من
أركان الإسلام ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة
على هاتين الفريضتين ، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك ، وكذلك سائر
الواجبات ، وعليه أن ينهاها عما حرّم الله من الأقوال والأفعال ، فإذا
رأى منها التجاوب والطاعة فهذا هو المراد ، وإن أصرّت على عصيانها
فينبغي للمسلم ألا يبقيها له زوجه ، بل عليه أن يطلقها ، فكيف يرضى
المسلم بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات أو لا تصوم رمضان ، هذا مما
لا يليق بالمسلم ، والله تعالى يقول {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله
ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } . فمن قام
بالواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبرأ ذمته ، ويسلم من
عقوبة الله ، ومن أهمل وتهاون فإنه يعرض نفسه لما توّعد الله به
التاركين لهذا الواجب ، قال تعالى {لعن
الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما
عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون } ، وقال تعالى {يا أيها
الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم } قال
المفسرون : إذا اهتديتم : أي إذا قمتم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر .