دعاء الخرف على ولده

أمي عجوز مخرفة دائماً تطالب وتخانق، إذا طلبت مني شيئاً فوق إرادتي مثل فتح الباب والخروج منه إلى الشارع -وهي لا تدري- وأنا أرفض ذلك خوفاً عليها من الضياع تدعي علي بأكبر الدعاء وتلعن، وتقول: الله لا يسامحك! وأنا خائفة من ربي أن يستجيب لها دعاءها، هل الله -

الإجابة

ليس عليك بحمد لله بأس في منعاها مما لا ينبغي، بل أنتِ مشكورة ومأجورة، ولو دعت عليك ولو لعنتك لا يضرك ذلك؛ لأن هذا ليس من شعورها، بل هي كما ذكرت قد تغير عقلها وخرفت، فعليك أن تمنعيها من كل ما ينبغي منعها منه، كمنعها من الخروج للسوق، ومنعها مما يضرها في نفسها أو يضر غيرها، عليك أن تأخذي على يدها؛ لأنها حينئذٍ ليست من العقلاء، وغير العاقل يؤخذ على يديه، يأخذ على يديه ولده وأخوه وقريبه ومن كان يتولاه كالمجنون والصبي الصغير، فأنتِ في هذا الأمر مشكورة ومأجورة، وليس لك التساهل في هذا، بل عليك أن تصبري وأن تمنعيها مما يضرها أو يضر غيرها، وتمنعيها من السوق أيضاً، ولو دعت عليك لا يضرك ولا يستجاب لها فيكِ؛ لأنه لا شعور لها، ولا عقل لها، نسأل الله لنا ولك التوفيق، وعظيم الأجر والصبر على هذا البلاء، حتى يختار الله لها الوفاة.