حكم ما يسمى بـ(الحضرات) وهل يجوز للمسلم أن يحضرها؟

هناك شيءٌ منتشرٌ لدينا ويسمى الحظرة ربما لا تفهم ما هي الحظرة ولكن سأشرح لكم ما يحدث في هذه الحظرة ربما تعرفوها بعد ذلك، الحظرة: هي شيخٌ يأتي ومعه أتباعه ومعهم بناديق دف ويجتمع عليهم الناس من كل حدبٍ وصوب ويكون في يوم الخميس في الليل أي اليوم الذي يصبح فيه الجمعة، ثم يشعلوا ناراً كبيرة ثم يبدأ ذلك الشيخ بالقرع على الدف هو وأتباعه ويقولوا كلاماً غريباً ويستنجد بالله وبالأولياء الصالحين لدينا في ليبيا، مثل سيدي عبد السلام الأسمر, وسيدي مرعي وغيرهم، ثم يبدأ بعض الحاضرين بالبدء بالمدح مع الشيخ ويغمى على كثيرٍ من الحاضرين من النساء والرجال, ويبدأ الشيخ بالضرب المبرح على من يغمى عليهم ويقول له: اخرج من المسلم يا كافر، ويقصد بذلك أنه يكلم الجن الذي سكن الإنسي المغمى عليه، والنساء يمسك المرأة من شعر رأسها ويبدأ بالضرب على وجهها وهكذا تبدأ هذه المسرحية وتنتهي السؤال: هل هذه الأفعال محرمة على من يحضرها الرجاء منكم الإفادة علماً بأن الحاضرين كما يقال بالآلاف ويبنون خيام، وكل عائلة تذبح شاةً أو ماعز، فالرجاء منكم عرض سؤالي هذا وتوجيهنا وتوجيه المسلمين الذين توجد عندهم هذه الأحوال، جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

هذا العمل منكرٌ عظيم وهذا من أعمال بعض الصوفية, ولا يجوز حضور هذا العمل، والاستنجاد بالأولياء والاستغاثة بالأولياء من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله - سبحانه وتعالى – وضرب الطبول أو الدفوف هذه من طرق الصوفية المنكرة المحدثة، فالواجب الحذر من ذلك والواجب ترك هذا العمل، وعدم حضوره وإنكاره على من حضره, لما فيه من الشرور الكثيرة, وهو بدعة وفيه أيضاً منكرٌ وهو ضرب الدفوف, وفيه منكرٌ أعظم وهو الشرك بالله والاستنجاد بالأولياء هذا كله شرٌ عظيم, فالواجب على المسلمين ترك هذا العمل والحذر منه وعدم حضوره وإنكاره على من فعله؛ لأنه بدعة منكرة مشتملة على نوعٍ من الشرك الأكبر وهو الاستنجاد بالأولياء ودعاءهم والاستغاثة بهم وهذا من الشرك الأكبر، فإذا قال: يا سيدي فلان يا عبد السلام, يا سيدي الحسين, أو يا سيدي رسول الله, أو يا سيدي الشيخ عبد القادر أغثني, أو انصرني, أو اشف مريضي, أو رد غائبي, أو أنا في جوارك وحسبك, أو ما أشبه ذلك، هذا كله من الشرك الأكبر والله يقول- جل وعلا-: فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً(الجن: من الآية18), ويقول- جل وعلا-: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) سورة يونس، ويقول - سبحانه وتعالى -: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون، هؤلاء قد اتخذوا مع الله آلهة أخرى يندبونهم ويستغيثون بهم فوقعوا في الشرك الأكبر، مع ما هم فيه من البدع والخرافات الضالة التي لا أساس لها، فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، والواجب عدم حضور هذا المنكر وإنكاره على من فعله مع ما فيه من الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك.