الإجابة:
فإنه مما يجب الإيمان به أنه تعالى العلي الأعلى ، وأنه استوى على
العرش ، كما أخبر بذلك عن نفسه في كتابه ، فهو سبحانه وتعالى فوق كل
شيء ، قال عليه الصلاة والسلام في دعائه "وأنت الظاهر ليس فوقك شيء
. " وكذلك يجب الإيمان بأنه تعالى الكبير ، وأنه أكبر من كل
شيء ، وأنه العظيم الذي لا أعظم منه ، ومن كمال عظمته وقدرته أنه يأخذ
السماوات والأرض بيديه يوم القيامة ، كما قال سبحانه وتعالى {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }.
فيجب أن يعلم أنه تعالى مع كمال علوِّه ، وكمال عظمته يمتنع أن
يحِلَّ في شيءٍ من مخلوقاته ، فلا يجوز أن يقال أنه تعالى في الجنة ،
بل هو فوق العرش الذي هو سقف الفردوس ، والفردوس أعلى الجنة ، قال
عليه الصلاة والسلام "إذا سألتم الله الجنة
فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، وسقفها عرش
الرحمن
. " ولا يجوز للمسلم أن يُفكِّر في ذات الله ، أو يتخيل عظمته
فإن عقل الإنسان عاجز عن معرفة حقيقة ذات الرب وصفاته ، وكيفيتها ،
كما قال الإمام مالك لمَّا سئل عن كيفية الاستواء على العرش {
الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة
}.