حق الزوج في أن لا تدخل زوجته في بيته إلا من رضي

السؤال: هل يجوز لي أن أدخل زوجي السابق في منزل زوجي مع العلم أنه جاء يسلم على ابنته؟ هل يجوز لي أن أتكلم معه في الهاتف إذا كان يسأل عن حال ابنته؟

الإجابة

الإجابة: إن ذلك إذا كان من غير خلوة ولا ريبة ولم يكن يغضب الزوج فهو من الأمور الجائزة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيِّن للنساء من حقوق الأزواج أن لا يوطئن فرشهن بغير إذنهم، أي أن لا يدخلن بيوت الرجال من لم يأذن الرجال له بذلك.

فإذا كان الزوج يغضبه دخول ذلك الرجل بيته من غير حضرته فلا تستجيب لذلك حتى يكون حاضراً، وإذا أراد السلام على ابنته فلتخرج إليه ابنته ولتسلم عليه خارج البيت إن لم يأذن رب البيت بذلك.

وكذلك لا بد من اشتراط عدم الخلوة فإن الخلوة حرام وقد سبق بيان ذلك، وبالأخص في مثل هذا النوع لأن الريبة فيه حاصلة، كمن كان زوجاً من قبل فالريبة حاصلة، فعلى هذا فلابد من الحذر من الخلوة.

كذلك بالنسبة للكلام في الهاتف لا بد من ضبطه بالضوابط الشرعية، فلا بد أن يكون من غير ريبة، وأن لا يكون بخضوع بالقول، وأن تكون المرأة مقتصرة فيه على ما يعني فقط، فلا بد من اجتناب اللغو فيه، فكثير من الناس يكثرون من الكلام في الهاتف في غير ذكر الله، وهذا سبب لقسوة القلوب، وقد أخرج مالك في الموطأ وأحمد في الزهد عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عيسى بن مريم كان يقول: "لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون"، فلذلك لا بد أن يتجنب الإنسان الإكثار من اللغو، وبالأخص في استغلال هذا الجهاز الذي هو نعمة من نعم الله وفيه مضار كثيرة في الإكثار من استغلاله، وكثير من الناس أيضاً لا يراعي ظروف الآخرين في الاستماع إليه، فيكون السؤال مثلاً عن أمر يكفي لجوابه ثلاث ثواني أو أربع ثواني، فيسأل هو فيأخذ عشر دقائق من وقت ثمين لدى إنسان مشغول جداً، تتراكم عليه الاتصالات فيأتيه للساعة الواحدة ستون اتصالاً مثلاً، فيأخذ من وقته عشر دقائق في أمرٍ كان يكفيه أربع ثوانٍ فقط، فهذا النوع من السرف الذي لا خير فيه، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.