حكم صلاة المقيم في بلد غير بلده أكثر من أربعة أيام

أنا طالب جامعي أدرس في جامعة تبعد عن مدينتي مائة وخمسين كيلو متر، وأرجع إلى مدينتي كل أسبوع أو أسبوعين، وأثناء الدراسة أسكن في المدينة الجامعية، فهل أعتبر نفسي مسافراً وأقصر الصلاة وأحرص فقط على ركعتي الفجر والوتر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرص عليهما في السفر؟ أفيدوني عن ذلك، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الواجب عليك أن تصلي صلاة المقيم لأنك مقيم في الجامعة، فعليك أن تصلي صلاة المقيم أربع ولست بمسافر وعليك أن تصوم مع الناس رمضان لأن المسافر هو الذي يقيم إقامةً محدودة، أربعة أيام فأقل فإذا كانت الإقامة أكثر من ذلك فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه يلزمه الإتمام ويلزمه الصوم ولا يكون في حكم المسافر وهذا قول جيد وفيه احتياط للدين وبعداً عن التساهل والأخذ بالرخص التي ليس عليها دليل واضح، فنوصيك بأن تصلي مع الناس أربعاً وتحافظ على الجماعة وتصوم مع الناس رمضان وأن لا تعتبر نفسك مسافراً لأنك مقيم إقامةً طويلة من أجل الدراسة. هذا إذا كان في المدينة الجامعة أم ماذا إذا كان في زيارةٍ لأهله؟ وهكذا في زيارته لأهله، ما دام نيته الإقامة عند أهله إذا فرغ من الدراسة وإنما أقام من أجل الدراسة فبلد أهله بلد له ووطن له، أما إذا نوى الانتقال إلى بلد الجامعة وترك وطنه فإذا جاء إلى أهله زيارةً فله القصر إذا كان لمدة أربعة أيامٍ فأقل، ولا يصلي وحده، يصلي القصر إذا كان معه جماعة، أما إذا كان وحده فإنه يصلي مع الناس لأن الجماعة متعينة فيصلي مع الناس أربعا، لكن لو فاتته مع الجماعة صلى ثنتين، هذا إذا كانت الإقامة محدودة أربعة أيام فأقل، إذا كان ما عنده نية الإقامة عند أهله، يرتحل من الجامعة أما أقام هناك لأجل الدراسة وإلا فنيته عزم الرجوع إلى وطنه والبقاء في وطنه فهذا ... .. في وطن أهله. ومن الأدلة على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من مكة إلى المدينة انتقال المستوطنين في المدينة، ولما رجع إلى مكة صلى ثنتين لأنه مسافر، قد انتقل من مكة واعتبرها غير وطن له، واعتبر المدينة هي الوطن فلما رجع إلى مكة في حجة الوداع لم يتم بل قصر عليه الصلاة والسلام.