بقاء المرأة مع زوجها الذي لا يعفي لحيته

أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري، ملتزمة والحمد لله، وقد زوجني أبي وأنا عمري في السادسة عشرة من رجل عنده امرأتان ولديه خمسة عشر ولداً، أكبرهم في سني، وأنا أشكو من زوجي الذي آمره بأن يعفي لحيته طاعة لله ورسوله ولكنه لم يفعل، بل يقصرها على آخر شيء، ولولا كثرة الشيب لكان يحلقها بالموس، ولأنه يقول: إن الموس تكثر الشيب، فاتخذ القص بدلاً من الحلق، وكلما أردت أن أكرر النصيحة قال: لا تتدخلين في شأني! علماً بأنني لم أنجب أبناء منه حتى الآن. فأخبرني يا سماحة الشيخ: هل أطلب الطلاق من ذلكم الرجل، أم أعيش وأصبر، وكيف تنصحونني؟

الإجابة

لقد أحسنت في إنكار المنكر، جزاك الله خيراً، وفعلت ما يجب من إنكار المنكر، والله جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء، كما قال سبحانه: لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء.. (272) سورة البقرة، ويقول سبحانه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء.. (56) سورة القصص، والواجب عليه أن يتقي الله وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين)، فالواجب عليه أن يتقى الله وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يعفى لحيته ويكرمها ويوفرها طاعة لله ولرسوله، وحذرا من غضب الله، فالواجب عليه أن يسمع ويطيع لأمر الله ورسوله، وأن يشكرك على ما فعلت من الخير وأن يقبل منك النصيحة؛ لأنك فعلت ما ينبغي وما يجب. أما ما يتعلق بطلب الطلاق فهذا شيء يرجع إليكِ، إذا رأيتِ مصلحة في طلب الطلاق فلا بأس، إذا كان استمر على حاله ولم تنجبي منه فلا مانع من طلب الطلاق لعل الله يرزقك من هو خير منه، ويرزقك أيضاً ذرية، فهذا عذر شرعي لا بأس أن تطلبي الطلاق إذا سمح أن يطلق فهذا طيب، ولعل الله أن يرزقك ما هو أصلح منه.