قضية الشيشان وقضية كشمير

السؤال: نرى اليوم جراح أمتنا تنزف في كل مكان، والأعداء قد تكالبوا عليها من كل جانب، ولكن هناك قضيَّة مغيَّبة في الساحة الإعلامية وحتى الدعوية حالياً وهي قضية الشيشان وقضية كشمير، فالدعاة لا نكاد نسمع لهم صوتاً بخصوص هاتين القضيتين، مع العلم أننا سنُسأل عنهم: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، فما هو تعليق فضيلتكم؟ ولي عندكم طلبٌ: ففضيلتكم ممن كلمته مسموعة إضافة إلى مشاركتكم في عدة منابر، فالمرجو منك إثارة هاتين القضيتين.

الإجابة

الإجابة: أولاً: أقول تعليقاً على السؤال بما يلي:

1 - استدلال الأخت بالآية في غير موضعها، فهذه الآية كما في سورة الصافات هي في الكفار، فعليها أن ترجع إلى سياقها، وهذه يوم القيامة وليست في الدنيا، فهو استدلال في غير موضعه.

2 - تعميم الحكم غير صحيح، وقولها إن القضية مغيبة تماماً فيه نظر، نعم لو قالت: إنها تحتاج مزيداً من الإيضاح والبيان، لقلنا هذا هو الصحيح، ولذلك فإنني أنصح الإخوة جميعاً بعدم تعميم الأحكام فهذه ظاهرة سيئة لاحظناها من بعض الغيورين وبعض الطيبين، فتجد بعضهم يقول: لماذا العلماء ساكتون؟ بينما الواقع أن العلماء لم يسكتوا، أو لماذا هذه القضية لم يُتحدث عنها؟ والناس يتحدثون عنها، ولكن الأخ السائل لم يطلَّع على ذلك، فليس من السهل تعميم الأحكام وهو مرضٌ أصاب الأمة في هذه الأزمنة المتأخرة، فأطالب بالعدل والإنصاف.

ومع هذا فأقول أيها الأخت الكريمة أشكرك على حسن ظنك، وقد تحدثت عن هذا الموضوع مراراً وفي مناسبات مختلفة مع الاعتراف بالتقصير، وأسأل الله جل وعلا أن يوفق وأن يسدد، ولكنَّ كثرة المآسي والجراح يهوّن بعضها بعضاً ويرقق بعضها بعضاً، فإن مأساة المسلمين مثلاً في فلسطين والعراق تغطي على المآسي الأخرى كالشيشان وكشمير والفلبين وغيرها من قضايا المسلمين، فمع ذلك فالحقيقة أنه في الوقت الذي فيه تقصير من بعض المسلمين في مثل هذه المسائل وبعض وسائل الإعلام -أقول من بعض- فإن أيضاً مسؤولية أهل كل بلدٍ في نصر قضيتهم داخلياً وخارجياً هم المسؤولون عن ذلك بالدرجة الأولى، أما غيرهم فهم يسددون ويقاربون ويراعون الأحوال والأزمنة والأماكن ونسأل الله جل وعلا أن ينصر الإسلام والمسلمين.



من أسئلة لقاء ركن الأخوات بفضيلة الشيخ.