مخالطة تارك الصلاة ومعاشرته

رسالة مطوله بعث بها أحد الإخوة المستمعين من السودان: تاج السرائر إبراهيم الخضر، أخونا له جمع من الأسئلة من بينها سؤال عن تارك الصلاة، يقول: تارك الصلاة هل يجوز الجلوس معه، والأكل والشرب؟ مع العلم أنه لا يصلي كسلاً، ويصلي فقط الجمعة والعيدين.

الإجابة

تارك الصلاة يجب هجره، وأن لا يجالس، وأن لا تجاب دعوته، وأن لا يدعى إلى وليمة، حتى يتوب إلى الله ويرجع؛ لأن ترك الصلاة جريمة عظيمة، ومنكر عظيم، وكفرٌ بالله -عز وجل-، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، في أحاديث أخرى تدل على ذلك، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ذلك، وأن يحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يصليها مع المسلمين في بيوت الله، وهكذا المرأة يجب أن تحافظ عليها، وأن تحرص عليها في أوقاتها، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يجب على جميع المؤمنين والمؤمنات المحافظة على الصلاة في أوقاتها، فهي عمود الإسلام، وهي الركن الأعظم بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية بالصلاة، والمحافظة عليها، وأن تصلى بطمأنينة وإقبال عليها وخشوع، لا بنقل وعجلة، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[المؤمنون: 1-2]، ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم - رجلاً ينقر صلاته أمره أن يعيد الصلاة، وأمره أن يطمئن في صلاته، فيجب على المسلمين أن ينكروا على من ترك الصلاة، وأن يبينوا له خطأه العظيم، ومنكره العظيم، حتى يعود إلى رشده، وإذا استمر في ذلك فإنه يهجر، لا تجاب دعوته، ولا يجالس، ولا يدعى إلى وليمة، ولا إلى غيرها حتى يتوب إلى الله، وحتى يرجع على ما هو عليه من الباطل. وقد اختلف العلماء -رحمة الله عليهم- هل كفره كفرٌ أكبر أم كفرٌ أصغر؟ على قولين: والصواب من القولين أنه كفرٌ أكبر، حسب ظاهر السنة لأنه ظاهر السنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيجب الحذر من ذلك غاية الحذر، نسأل الله للجميع الهداية والسلامة. جزاكم الله خيراً