الجلوس مع أهل المعاصي

هل يجوز للإنسان أن يجلس مع أهل المعاصي ولاسيما أولئك الذين يشربون الخمر، وربما يلعبون الميسر؟

الإجابة

ليس للمسلم أن يجلس مع من يتظاهرون بالمعاصي، بل يجب الحذر منهم، والبعد عنهم لئلا يصيبه ما أصابهم، ولئلا يفعل فعلهم، إلا إذا حضر للإنكار والدعوة، بأن وقف عليهم ودعاهم ونصحهم بالأسلوب الحسن فإن استجابوا وإلا انصرف فلا بأس، أما الجلوس معهم لا، الله -جل وعلا- يقول: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [(68) سورة الأنعام. فالله نهى عن القعود بعد الذكرى مع القوم الظالمين، فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين، لأنه قد يميل إليهم، قد يفعل مثل فعلهم، فالواجب الحذر لكن إذا وقف عليهم للدعوة إلى الله والتوجيه إلى الخير وإنكار المنكر بالأسلوب الحسن و النصيحة لعل الله يهديهم بأسبابه لعلهم يستجيبون فهذا أمر مطلوب، وإن استطاع ذلك، وظن أنه ينفع وجب عليه لقوله سبحانه وتعالى: فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى [(9) سورة الأعلى]. فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ [(21) سورة الغاشية]. فالمقصود أن الله -جل وعلا- شرع لنا التذكير والدعوة، فإذا أمكنك أن تدعوهم إلى الله، وأن ترشدهم إلى الخير، وأن تحذرهم من الباطل، فأنت على خير عظيم، أما الجلوس معهم فلا. س/ يسأل سماحتكم عن الميسر المذكور في القرآن الكريم؟ ج/ يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [(90) سورة المائدة]. الميسر القمار، وهو اللعب بالمال، كونهم يتسابقون بالأقدام، أو يقولون هذا كذا وهذا كذا ولك إن غلبتني كذا من المال يسمى ميسر ويسمى قمار، أو يتراهنون على شيء بأن يقول إن غلبتني في المصارعة أو غلبتني في السبق إلى كذا على الأقدام أو على الحمير والبغال فلك كذا، هذا كله قمار وميسر، أما إذا كان بالإبل أو بالخيل أو بالرمي فهذا مشروع، لا بأس به، هذه مسابقة بالإبل أو بالخيل أو بالرمي لا بأس أن يأخذ عليها العوض لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر). فالنصل الرمي، والخف الإبل، والحافر الخيل.