لا شك أن خروجها إلى أخيك في لباس ليس له أكمام وظهورها لديه بوجهها ورأسها ونحو ذلك كله حرام كله منكر, ومن أسباب الفتنة, ومن أسباب وقوع الفاحشة, فالواجب الإنكار عليها وتحذيرها من هذا العمل, والواجب الإنكار على أخيك وأن ينكر عليها, وألا يسمح لها بأن تقابله هذه المقابلة؛ لأن المسلم ينكر المنكر, ويخاف الله, ويرجوه -سبحانه وتعالى-ولا يرضى في أهله ولا في أهل أخيه ما حرمه الله-عز وجل-وليس له أن يخلو بها لا في الليل ولا في النهار, وليس له أن يجيء إليها في نصف الليل وهي في بيت وحدها هذا محل ريبة ومحل شر, فالواجب منعه من ذلك وإخباره بأن الواجب عليه أن يأتي إليها في وقت ليس فيه خلوة بل عند الناس عند أبيه, أو أمه, ونحو ذلك لا يخلو بها وحدها أبداً لا في الليل ولا في النهار؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)؛ ولأن الخلوة وسيلة إلى قوع الفاحشة, فالواجب عليك أيها السائل أن تحرص على منعها من هذه المقابلة السيئة لا مع أخيك ولا مع غيره, فتكون متسترة متحجبة مع جميع الأجانب؛ لأن أخاك في حكم الأجنبي ليس بمحرم, وعليها أن تقابل غير المحارم بالستر والحجاب, وعلى أخيك أن يتقي الله, وأن يحذر مقابلتها على حالة سيئة, أو المجيء إليها في وقت لا يناسب؛ لأنه يتهم في هذه الحال بما يغضب الله -عز وجل-؛ ولأن تركها على حالها وعدم الإنكار عليها من باب التعاون على الإثم والعدوان, وإذا أمكنك يا أخي إحضارها وأنت في عملك هذا هو الذي ينبغي حتى تسلم من هذه الفتنة والله المستعان.