الإجابة:
كلٌّ بحسبه ، فَمَنْ كان الصيام في السفر أيسر له ، فالصيام في حقّه
أفضل ، وإن كان الفطر أقوى له فالفطر في حقِّه أفضل .
ولذا "لما صام النبيُّ صلى الله عليه وسلم
عام الفتح ، وشقّ ذلك على الناس دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس
إليه ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : أولئك
العصاة . أولئك العصاة ". رواه مسلم .
وقالت طائفةٌ من أهل العلم : الصيام أفضل إذا استوى الفطر والصيام من
حيث المشقة ، وقالوا : لأن الصيام أبرأ للذمّة .
وفي الصحيحين عن أنس" أن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون ، فلا يعيب الصائم على المفطر ، ولا
المفطر على الصائم" .
وعند مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا تعب على من صام
ولا على من أفطر . " قد صام رسول الله صلى
الله عليه وسلم في السفر وأفطر" .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : "خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حرٍّ شديد ، حتى إن
كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وما فينا صائم إلا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ". متفق عليه .
عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال : " يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر ،
فهل علي جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي رخصة من الله
، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". رواه
مسلم.
وروى عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : " كنا
نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يُعاب على الصائم
صومه ، ولا على المفطر إفطاره " .
وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رمضان فمنّا الصائم ومنا المفطر ، فلا يجد الصائم على المفطر ولا
المفطر على الصائم ، يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ، ويرون أن
من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن " .
أما إن كان هناك مشقّة ، فإن الصوم - والحالةُ هذه - ليس من البر .
"فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظُلل عليه ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : صائم ،
فقال : ليس من البر الصوم في السفر ". متفق عليه .
فلا حرج عليك أخيه في الصوم أثناء السفر طالما أنه ليس هناك مشقة .