الأفضل في حقّ المسافر الصيام أو الإفطار

السؤال: هل الأفضل في حقّ المسافر الصيام أو الإفطار

الإجابة

الإجابة: كلٌّ بحسبه ، فَمَنْ كان الصيام في السفر أيسر له ، فالصيام في حقّه أفضل ، وإن كان الفطر أقوى له فالفطر في حقِّه أفضل .
ولذا "لما صام النبيُّ صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، وشقّ ذلك على الناس دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : أولئك العصاة . أولئك العصاة ". رواه مسلم .
وقالت طائفةٌ من أهل العلم : الصيام أفضل إذا استوى الفطر والصيام من حيث المشقة ، وقالوا : لأن الصيام أبرأ للذمّة .
وفي الصحيحين عن أنس" أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون ، فلا يعيب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم" .

وعند مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا تعب على من صام ولا على من أفطر . " قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر" .

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حرٍّ شديد ، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ". متفق عليه .

عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال : " يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر ، فهل علي جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي رخصة من الله ، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". رواه مسلم.

وروى عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : " كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يُعاب على الصائم صومه ، ولا على المفطر إفطاره " .

وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنّا الصائم ومنا المفطر ، فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم ، يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ، ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن " .

أما إن كان هناك مشقّة ، فإن الصوم - والحالةُ هذه - ليس من البر . "فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظُلل عليه ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : صائم ، فقال : ليس من البر الصوم في السفر ". متفق عليه .

فلا حرج عليك أخيه في الصوم أثناء السفر طالما أنه ليس هناك مشقة .