هل يجوز السكن مع الأيتام أم لا؟

السؤال: هل يجوز السكن مع الأيتام أم لا؟ ومن كان يسكن معهم وأقلع عن السكن فهل يعوض لهم عما استعمله عندهم أم لا؟

الإجابة

الإجابة: إن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ}، فالله تعالى لم يشأ أن يعنتنا والعنت المشقة، أي لم يشأ أن يدخل المشقة علينا فقد رفع الحرج عن هذه الأمة فقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، وهذا يقتضي أن الإنسان إذا جعل نفسه أخاً للأيتام فكان يشترك معهم في زادهم ويشركهم في زاده ولا يريد أكل مالهم ولا ظلمهم ولا الاعتداء عليهم فيسكن معهم ويخالطهم مخالطة صحيحة ليس فيها ظلم ولا جرم فهذا لا حرج فيه، فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}، ولا يلزمه التعويض إلا بالعادة، لأن هذا النوع هو مما هو معروف عرفاً، فالإنسان إذا كان يسكن مع أسرة ومن المعلوم أن كل طرف يتولى بعض نفقات الأسرة فلا يلزم أن يكون ذلك محدداً محسوباً بالدوانيق فتحديد ذلك شاق، وهو من العنت.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.