هل القرآن شفاء للقلوب والأبدان معاً؟

السؤال: الشفاء بالقرآن، فهل هو شفاء لمرض القلوب كالشرك، والنفاق، وغيرها، أم هو شفاء لأمراض عضوية كالصداع، وألم المفاصل؟ بل إني سمعت أن من يقرأ القرآن الكريم لا يصاب بسرطان.

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، قال - تعالى -: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً} [الإسراء: 82] وقال سبحانه وتعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} [يونس: 57].
فأخبر الله -سبحانه وتعالى- أن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا ريب أن المقصود الأول هو شفاء ما في الصدور من أمراض الجهل والشرك والكفر والنفاق والأخلاق الرديئة كالحسد والغش، ولكنه مع ذلك شفاء للأمراض العضوية كالصداع وسائر الأوجاع التي تعرض للبدن كما دلت على ذلك سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ قيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- : "لا رقية إلا من عين أو حُمَة" (رواه البخاري: 5705، ومسلم: 220)، وقوله للذي رقى اللديغ بسورة الفاتحة: "وما أدراك أنها رقية" (رواه البخاري:2276، وسلم:2201)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" (رواه مسلم:2200، وأبو داود:3886 واللفظ له).

والرقى تكون بالقرآن وبالأدعية المشروعة.

وأما القول بأن من يقرأ القرآن لا يصيبه السرطان فهذا لا نجزم بنفيه ولا إثباته، لكن يرجى أن تكون الرقية بالقرآن سبباً للشفاء من السرطان فلا نقول إن ذلك حتمي، بل السرطان مرض من الأمراض التي تعرض للإنسان من صالح وطالح فالعوارض الطبيعية تعرض لسائر الناس من المؤمنين والكفار، ولكنها تكون للمسلم كفارة لذنوبه و سبباً في تعريضه للأجر بقدره، فأمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن، كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم (2999)، والله أعلم.

تاريخ الفتوى: 24-4-1426 ه.