الهروب من الزوج لأجل خوف الحمل

أنه نتيجة لمتاعب الحمل والولادة والتربية تضطر للهروب عن زوجها نظراً لتأثرها بالأدوية التي تؤخذ لتنظيم النسل، وترجو من سماحتكم النصح والتوجيه؟

الإجابة

نصيحتي لها أن تدع هذه الأدوية التي تنفرها من زوجها، وأن تتحمل الحمل والولادة، ولعل في هذا خيرا كثيرا ومصالح جمة، فإن الأولاد إذا أصلحهم الله صار في ذلك خيرا لهم وخير لوالديهم جميعا وخير للأمة، فينبغي لها أن تتحمل وتصبر وتدع الأدوية التي قد تؤذيها وتضرها، إلا إذا كان هناك مرض أو تقرير من الأطباء يدل على أن حملها على هذا يضرها ويسبب أخطاراًَ كثيرة عليها فإنها تتقيد بالتوجيهات الطبيبة ولو أخذت ما يمنع الحمل سنة أو سنتين أو أكثر على حسب توجيهات الطبيب المختص البصير الثقة في ذلك فلا مانع من تنظيم الحمل على هذا الوجه للمصلحة الشرعية ولدفع الضرر عنها وعن أولادها الصغار، أما لمجرد الترفه ولطلب الراحة فهذا لا ينبغي ولا يجوز، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حث الأمة على طلب النسل وتكثير الأمة وقال عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) وفي بعض الروايات: (الأنبياء يوم القيامة)، فالرسول صلى الله عليه وسلم رغب في كثرة الأولاد وأخبر أنه يكاثر بأمته يوم القيامة الأمم، فكثرة الأولاد عن الطريق الشرعي مع الصبر والتحمل فيه خير كثير، وقد ينفع الله بهم الأمة وينفع بهم والديهم إذا أصلحهم الله، فالمشروع للمرأة التحمل والتصبر حتى يكثر الأولاد من طريق الحلال ومن طريق الزوج الشرعي، والحمد لله، إلا لعلة وضرر لا بد منه فإن هذا لا بأس أن تتعاطى ما يخفف عنها هذا الأثر وهذا الضرر من طريق الأطباء المختصين والطبيبات المختصات حتى يكون التنظيم على بينة وعلى بصيرة وعلى وجه شرعي.