ما حكم الاقامة للصلاة؟ وهل إذا تركتها أكون آثماً؟

السؤال: ما حكم الاقامة للصلاة؟ وهل إذا تركتها متعمداً أكون آثماً؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأذان شعيرة عظيمة، لو أجمع أهل بلد على تركها واعتصموا لوجب قتالهم، والإقامة لها حكم الأذان، وكان صلى الله عليه وسلم عليه وسلم إذا أراد أن يُغير على قوم فسمع الأذان أمسك.

أما بالنسبة للفرد فيُشرع له الأذان والإقامة، كما تقام للجماعة، فعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: "الله أكبر، الله أكبر"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على الفطرة"، ثم قال: "أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرَجْتَ من النار"، فنظروا فإذا هو راعي مَعْزى (رواه مسلم)، عن مالك بن الحويرث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم" (رواه البخاري).

ومن تركها متعمداً فقد خالف السنة، وتساهل في شعيرة عظيمة لم يتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مشروعيتها لا في حضر ولا سفر، ولا سِلْمٍ ولا حرب، بل إنه أمر بلالاً أن يؤذن ويقيم عندما ناموا عن صلاة الفجر ، ولم يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس كما في الصحيح.

أما الإثم فيختلف حسب الباعث لهذا الترك، وصلاته صحيحة، وأذكِّره بقوله سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: من الآية63]، وقوله سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]، وفقنا الله للالتزام بسنته وهديه.

وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.