الواجب عليك الندم الصادق على ما مضى، والإقلاع من المعصية، وتركها خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق على عدم العودة، وبذلك يغفر الله لك هذه الزلة، وإذا عدت إليها مرةً أخرى صار عليك إثم العودة، أما السابقة التي تمت التوبة منها توبةً صادقة فقد محيت وزالت، ولكن عليك الجد والصدق في عدم العودة واسألي الله العون والتوفيق، وابشري بالخير، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النور. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). وجاء عن الله عز وجل أنه وعد عباده بالتوبة والمغفرة إذا تابوا إليه واستغفروه صادقين نادمين، فهو الصادق في وعده سبحانه وتعالى، وهو القائل عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر. فهو سبحانه نهانا عن القنوط، وأخبر أنه يغفر الذنوب، فالواجب عليك وعلى غيرك من العصاة التوبة الصادقة، والندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة، والضراعة إلى الله في طلب التوفيق، والعصمة، والعافية، فهو سبحانه الكريم الجواد لمن صدق في طلبه، وسؤاله سبحانه وتعالى.