بعض البدع تفعل بعد الدفن

هل يجوز أن يُنصب للميت بعد دفنه؛ لأن هناك بعض العادات القديمة: ينصبون ويجلسون ثلاثة أيام، والبعض سبعة أيام!! وعند ذلك يُدفع نقود عند العزاء، ويسجلون الأسماء ويحضرون الذبائح! وبعد ذلك يحضر المشايخ والدراويش ويهللوا ويزغردوا، ويسمونها بالتهليلة على الميت!! ويقولون: إن الذي لا يأكل من العزاء لا يحب المرحوم!! ما هو المفروض بعد دفن الجثة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً

الإجابة

أما النصب فلم يوضحه السائل ما هو النصب؟ لم يوضحه، والسنة في حق الميت إذا فرغ من دفنه أن يدعى له بالمغفرة والثبات، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن وقف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) ولا يجوز البناء على قبره ولا اتخاذ المسجد على قبره، بل يجب أن يترك هكذا في الصحراء ضاحياً في الشمس ليس عليه بناء، والرسول لعن اليهود النصارى على اتخاذهم المساجد على القبور، فالواجب أن تبقى القبور هكذا ليس عليها بناء، ونهى أن تجصص، وأن يقعد عليها، وأن يبنى عليها. وأما العزاء اتخاذ الذبائح من أهل الميت يدعون لها الناس ويجتمعون عليها ثلاثة أيام أو أكثر هذه بدعة من أمر الجاهلية لا تجوز، أما المستحب فهو أن يبعث له طعام، يبعث لأهل الميت طعام من جيرانهم أو أقاربهم أيام الموت؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة فلا بأس بذلك، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما قتل في رومة في الشام، وجاء نعيه إلى المدينة أمر أهل بيته أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر قال: (اصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا صنع جيرانهم أو أقاربهم لهم طعاماً وبعثوه إليهم في بيوتهم فهذا مشروع لا بأس به، وإذا دعوا إليه من يأكل معهم من جيرانهم لأنه طعامٌ كثير ودعوا إليه من يأكله معهم فلا بأس، أما أن يقوم أهل الميت بصنع الطعام وذبح الذبائح ودعوة الناس فهذا بدعة ومنكر ومن أمر الجاهلية، وهكذا الزغردة والصياح والكلام الفارغ الذي يفعلونه بمناسبة الميت لا أصل له. وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة) وأنه يعد من النياحة عند أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فالمشروع لأهل الميت الصبر والاحتساب وأن يستعملوا ما شرع الله من الصبر والاحتساب وقول إنا لله وإنا إليه راجعون، والسنة لأقاربهم وجيرانهم أن يبعثوا لهم طعاماً عند المصيبة اليوم الأول أو الثاني أو الثالث ليس له حد، ولا مانع أن يدعوا بعض الجيران أو أقاربهم ليأكلوا معهم مما بعث إليهم من الطعام، أما أن يصنعوا طعاماً هم ويذبحوا ذبائح أو يحبسوا أنفسهم في البيت من أجل المصيبة لا، هذا ليس من الإسلام بل من أمر الجاهلية، فالمصاب له أن يخرج وله أن يذهب إلى حاجاته، وإلى مزرعته، وإلى حاجاته الأخرى، وإذا جلس بعض الوقت المعتاد ليسلم على من يزوره في عزاه فلا بأس بذلك، وإذا سلموا عليه في الطريق أو في المقبرة قبل الدفن أو بعد الدفن كل ذلك لا بأس به، في الطريق في المسجد في المقبرة قبل الدفن بعد الدفن في بيته، كل ذلك واسع، ولا يلزمه أن يبقى في البيت، أو يشرع له أن يبقى في بيته يحبس نفسه لأجل ذلك، وفق الله الجميع.