هذه الألفاظ من البدع، فلا يجوز للمشيعين أن يرفعوا أصواتهم بهذا الكلام، لا إله إلا الله، أو الله الله، أو يالله يا الله، فالمشروع للمشيع أن يستحضر أمر الموت، وما يسأل عنه الميت، وخطر القبر، يكون على باله هذا الأمور حتى يستعد لهذا الأمر، وحتى يحذر ركونه إلى الدنيا واشتغاله بها عن الآخرة، قال قيس بن عباد التابعي المشهور كان السلف -رضي الله عنهم-: إذا كانوا مع الجنائز صمتوا مشتغلين بالتفكير في الميت وما أمامه من الأهوال والعجائب، لأن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفر من حفر النار، فالواجب على المشيعين أن يتذكروا هذا المقام وأن يكون على بالهم، أما رفع أصواتهم بشيء من الذكر أو الدعاء جماعياً أو فرادى كل ذلك لا يجوز وليس من هدي السلف، لم يكن هذا من هدي السلف الصالح، بل من هديهم السكوت عند الجنائز والإنصات وخفض الأصوات والتفكير في مآل الميت، وما يكون له في القبر، وما ينزل به، وأن يعد الإنسان لهذا عدته، لأنه صائر إلى ما صار إليه الميت، فيكون على باله، هذا هو المشروع في هذه المسألة، فينبغي توجيه هؤلاء إلى الخير، وأن يخفضوا أصواتهم وأن يفكروا بمآل الميت، وما ينزل به حين يوضع في قبره، وسؤاله وماذا يجيب به، إلى غير هذا من الأمور العظيمة التي كل إنسان سيمر بها, والله المستعان.