تقبيل اليد، يد العلماء، وأهل الرياسات، ونحوهم

السؤال: هل يجوز تقبيل أيدي أهل العلم، وأهل الرياسات، والأغنياء، ونحوهم، وما دليله؟

الإجابة

الإجابة: لم يكن من عادة الصحابة رضوان الله عليهم تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أيدي خلفائه الراشدين، ولا شك أنهم من أعظم الناس محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتوقيراً له، وإنما كانوا يعتادون السلام عليه والمصافحة؛ اتباعًا لما سنه لهم صلى الله عليه وسلم بأمره وفعله.

وأما ما ورد أنه لما قدم عليه أصحابه من غزوة مؤتة قبلوا يده، وقالوا: نحن الفرارون، فقال: "بل أنتم الكرارون" (1)، وما جاء في معنى هذا، فإن ثبت فإنما وقع نادراً جداً.

وقد جوزه بعض الأئمة، كالإمام أحمد إذا وقع ذلك، لا على وجه التعظيم للدنيا، واشترط بعض الأئمة في ذلك أن لا يمد إليه اليد ليقبلها، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية (2) رحمه الله.

وذهب بعضهم إلى كراهية تقبيل اليد مطلقاً، كالإمام مالك رحمه الله، وقال سليمان بن حرب: هي السجدة الصغرى (3).

وهذا إذا لم يُفضِ إلى التعظيم والخضوع وتغيير السنة.

▪ أما إذا اقترن بمثل هذه الأمور التي تدخل في نوع من الشرك والبدع، فلا يجوز أن ينسب إلى أحد من الأئمة تجويزه، والله أعلم.

___________________________________________

1 - (سيرة) ابن هشام (4/ 37)، و(تاريخ) الطبري (3/ 42) وهو من مرسل عروة بن الزبير.
2 - (مختصر الفتاوى المصرية) (564).
3 - (مختصر الفتاوى المصرية) (564).