ماذا نفعل مع أقربائنا الذين يقاطعوننا ولا يريدون قرابتنا ؟ فعلى مدى حياتنا كانوا ...

السؤال: ماذا نفعل مع أقربائنا الذين يقاطعوننا ولا يريدون قرابتنا ؟ فعلى مدى حياتنا كانوا يتعاملون معنا إذا قابلونا أو كلمونا بمنتهى السوء والتعالي، فقد وهبهم الله الأموال الكثيرة والحياة الرغده المترفة، مما جعلهم يعتبرون أنفسهم أعلى منا مكانة ونحن أقل منهم ولا نرقى إلى مستواهم المادي، فهل نكون من قاطعي صلة الأرحام إذا انقطعنا عن السؤال عنهم نحن أيضاً كما يفعلون معنا ؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: "يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي ؟ فقال : وإن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك" رواه مسلم ومعنى تسفهم المل، بتشديد اللام أي تجعل وجوههم كالرماد من الحياء وقد دل الحديث على أنه يستحب لمن يلاقي الأذى من رحمه أن يصبر عليهم ويواصلهم، ويقول العلماء إن الواصل هو الذي يقابل قطيعة الرحم بوصلها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم "يا عقبة صل من قطعك، وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك"رواه أحمد.
كما صح في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم"ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"رواه البخاري، ولكن إذا كان أرحامكم لا يستقبلونك، أو يؤذونك أذى لا تقدر على تحمله، فلا يجب عليك وصلهم، ذلك أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ويكون الإثم عليهم لا عليك قال صلى الله عليه وسلم "إن من أربي الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن عز وجل، فمن قطعها حرم الله عليه الجنة" رواه أحمد والبزار نعوذ بالله من قطيعة الرحم.
وأوصيكم أن تصلونهم وتصبروا عل أذاهم، وتحتسبون في ذلك الأجر من الله تعالى، ومن يحتسب الأجر سهل عليه الصبر واستعينوا عليهم بالدعاء والله اعلم.