حكم الأكل من مال خليط من حلال وحرام

أنا ووالدي وجميع إخوتي في مسكن واحد وهو منزل والدي، واكتشفت أن والدي مقترض من إحدى الجهات الربوية وماله الآن خليط من الحرام والحلال، هل يصح لي أن أمكث معه في المنزل بعد أن اكتشفت ما اكتشفت، وما هو موقفنا من الأموال التي نأكلها؟

الإجابة

لا حرج في ذلك أن تقيم في منزله، وأن تأكل مما قدم إليك، ما لم تعلم أن هذا المقدم من كسب الحرام، ما دامت اكسابه مشتبهة وفيها الطيب والخبيث فلكَ أن تأكل ولكَ أن تجلس؛ لأنك لا تعلم عيناً المحرم، أما إذا علمت المحرم فعليك أن لا تأكل منه، وأن لا تقبل منه شيئاً، بل تحتاط لنفسك، وعليك مع هذا النصيحة لوالدك حتى يدع ما حرم الله عليه، وهكذا إخوانك وأعمامك إذا كان هناك أعمام وإخوة ينصحون والدك ويوجهونه إلى الخير، ويحذرونه من شر الربا؛ لأنه من أخبث الخبائث، ومن أعظم الكبائر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات، قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا) فجعله منها، فأكل الربا من أقبح القبائح، وقال الله -سبحانه-: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا[البقرة: 275]، فينبغي للمؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله عليه، من سائر الأعمال والمكاسب، وإذا تيسر لك أن تنفرد بنفسك في بيت مستقل حتى تبتعد عن الحرام، وحتى يحس والدك بتأثرك من هذا المكسب الخبيث لعلى الله أن يهديه بأسباب ذلك، فانتقل خيراً لك، وأبعد لك عن هذا الحرام، وأسلم لطعمتك.