ما حكم تعزية أهل من انتحر متعمدا

أحياناً تحدث وفاة شخص إما متعمداً للانتحار أو شخص سكير، شرب مسكراً يحتوي على كمية كبيرة من السكر أو المسكرات المؤدية للوفاة، أو شخص اعتدي عليه بالقتل للخلاص من شره، فهل يجوز مواساة والدة المتوفى بسبب من هذه الأسباب، أو من يمت إليه بصلة، حيث أنني أتردد كثيراً، هل أذهب أم لا، فتوجهت إليكم لترشدوني إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى،

الإجابة

نعم لا بأس بالتعزية بل تستحب التعزية وإن كان بهذه الحالة، وإن كان عاصياً، إذا انتحر أو قتله من اعتدى عليه، أو قتل قصاصاً أو قتل حداً كالزاني المحصن لنفسه، وهكذا من شرب الخمر حتى مات بسبب ذلك إذا كان لم يستحل ذلك، ولم يوجد به ما يوجب ردة من الأعمال أو الأقوال فهذا عاصي ولا مانع من تعزية أهله في ذالك، ولا مانع من الدعاء له بالمغفرة والرحمة، ويغسل ويصلى عليه لكن لا يصلي عليه أعيان المسلمين كالسلطان والقاضي ونحو ذلك ويصلي عليه بعض الناس من باب الزجر عن عمله السيئ، إذا كان قتل نفسه، أو مات بسبب تعاطيه المسكرات، أما إذا مات بعدوان غيره عليه بظلم اعتدي عليه ظلماً هذا مظلوم يصلى عليه ويدعا له، وكذلك إذا مات بالقصاص بأن قتل قصاصاً؛ لأنه قتل فقتل قصاصاً هذا يصلى عليه أيضاً، ويدعا له ويعزا أهله في ذلك إذا كان مسلماً إذا كان ليس عنده ما يوجب ردة. إذن المنتحر يصلى عليه لكن تصلي عليه فئة من الناس غير فئة الأعيان؟ نعم؛ لأنه أتى منكراً عظيماً، والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن رجل قتل نفسه قال : (أما أنا فلا أصلي عليه)، عليه الصلاة والسلام. وترك البقية يصلوا عليه؟ لم يمنع الناس.