في الإخلاص وذم الرياء

السؤال: في الإخلاص وذم الرياء

الإجابة

الإجابة: وصل كتابك وفهمنا ما ذكرته، وهذه مسألة هامة، والمدار على الإخلاص، وإرادة وجه الله تعالى، والدار الآخرة، وأني أَلْفِتُ نظرك إلى ما ذكره الحافظ ابن كثير في (تفسيره) على قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (1).

قال رحمه الله تعالى: ومما يتعلق بقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} أن من عمل عملاً لله فاطلع عليه الناس فأعجبه ذلك أن هذا لا يعد رياء، والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في (مسنده):
حدثنا هارون بن معروف: حدثنا مخلد بن يزيد: حدثنا سعيد ابن بشير: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أصلي، فدخل علي رجل فأعجبني ذلك، فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كتب لك أجران: أجر السر، وأجر العلانية".

قال أبو علي هارون بن معروف: بلغني أن ابن المبارك قال: نِعْمَ الحديث للمُرائين. وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعيد بن بشير متوسط، روايته عن الأعمش عزيزة، وقد رواه غيره عنه.

وقال أبو يعلى أيضا: حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى: حدثنا أبو داود: حدثنا أبو سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل يُسِره، فإذا اطُّلِعَ عليه أعجَبَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "له أجران: أجر السر، وأجر العلانية"، وقد رواه الترمذي عن محمد بن المثنى، وابن ماجه (2) عن بندار، كلاهما عن أبي داود الطيالسي، عن أبي سنان الشيباني، واسمه: ضرار ابن مرة.

___________________________________________

1 - سورة الماعون: الآيات (4- 7).
2 - ابن ماجه (4226).